الخلاف الدائم، ويضعف الهمم ويوهن العزائم كما أن منها البدع والضلالات، والأساطير والخرافات، وغير ذلك من الأوابد الموروثة بجهالة عمياء. ومنها التخاذل والتثبيط، والتذبذب والنفاق، والوهن والاستكانة، والتآمر والعمالة والخيانة. ومنها معاداة الأشقاء وممالأة الأعداء; بشكل لم تعهده الأُمة في تاريخها الطويل. ومن التحديات الداخلية كذلك; التأخر العلمي والاقتصادي والصناعي والسياسي والعسكري، وما إلى ذلك من الأدواء; التي لا تنهض الأمم إلا إذا وجدت الطريق المناسب للخلاص منها. أما الاستبداد في الحكم; والفساد الإداري والمالي والخلقي والاجتماعي في كل مجال; وسوء استغلال الأموال العامة; وبعثرة ثروات البلاد; وما يشع في مجتمعاتنا من تبذل وانحلال وفساد; فحدث عن ذلك بلا حرج - كما تشاء. على أن الأُمة ما إن تحاول أن تتخلص من تلك التحديات الداخلية، حتى تصطدم بتحديات خارجية. وهي تحديات من نوع جديد، لا تقل خطورة عما بالأمة من هموم بل تزيد. فهناك طمع الطامعين، وجشع الجشعين، وتآمر المتآمرين، وحصار المحاصرين، وغير ذلك مما يضيق المجال عن إحصائه أو استقائه. وذلك حين يطمع في خيراتها وفي ثرواتها وفي مواقعها الطامعون، وحين يتآمر على دولها وعلى شعوبها وعلى اقتصادياتها المتآمرون، وحين ينم بين شعوبها النمّامون، ويحتل أرضها المحتلون، ويدنس مقدساتها الصهاينة والصليبيون، ويحاصرها المحاصرون، ويتحرش بها المتحرشون، ويعتدي عليها المعتدون. وتجد الأُمة نفسها مكبلة اليدين، مطوّقة ومحاصرة، أمام ما يعرف بالنظام