العالمي الجديد، وهو أسوأ نظام عرفه الناس منذ العصور البدائية الأولى. وذلك لأن القطب الوحيد الذي يتحكم في مصائر هذا النظام - وهم الأمريكان - يديرونه بمعايير مزدوجة; لمصالحهم الخاصة، ومصالح حلفائهم، بغض النظر عن مصالح الشعوب الأخرى; العرب منها وغير العرب، وعلى الأخص إذا كانوا مسلمين. وأخطر ما في الأمر; أن يطمئن بعض قادة الأُمة وزعمائها; إلى ما يدعوهم إليه الأمريكان، حتى وهم يرون فيه بوادر الطوفان. ولقد بحّت الأصوات الصادقة; وهي تنذر بهذه الأخطار الداهمة; ولكن دون جدوى. وكأن أبناء أمتنا لا يستمعون ولا يقرءون، وإذا سمعوا أو قرءوا فهم - كما قال أعداؤنا فينا - لا يفهمون ولا يعون، وإذا فهموا فهم لا يعملون. ومن أخطر ما تتعرض له الأُمة من تحديات خارجية; الغزو الثقافي، وذلك عبر ما تبثه وسائل الإعلام من سموم، أو عبر ما ينشئه أعداؤنا في بلادنا من نواد ثقافية، أو مراكز للدراسات أو معاهد للأبحاث. وللتخلص من هذه التحديات; الداخلية منها والخارجية; لم أجد غير اللّه - جل شأنه - أتضرع إليه بمثل ما تضرع به إليه أمير المؤمنين; الإمام علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) ذات يوم حين قال: «اللهم إليك رفعت الأبصار، وبسطت الأيدي، وأفضت القلوب، ودعت الألسن، وتُحوكم إليك في الأعمال. اللهمَّ افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين». نشكو إليك غيبة نبينا; وكثرة عدونا وقلة عددنا; وتظاهر الفتن; وشدة الزّمن. اللهم فأغثنا بفتح تعجله، ونصر تعز به وليك; ولسان حق تظهره.. إله الحق آمين;