عليك كل حركة وسكنة; فانظري كيف ستتصرفين، وانظري ماذا ستفعلين. إن التحديات الداخلية التي تواجهه الأُمة الإسلامية; وهي تستقبل القرن الحادي والعشرين الميلادي; تحديات متشعبة. وهي تنخر في جسمها كما ينخر السوس في الأخشاب، وتستصرخ المصلحين من المسؤولين أن يدركوا الأُمة قبل أن تقضي هذه التحديات; على ما بقي لها من أمل في الحياة الحرة الكريمة بين الأمم. ومن هذه التحديات تفرق الآراء، واختلاف المفاهيم بين الأشقاء. ومنها فقدان الثقة بين شعوب الأُمة بعضها البعض. ومنها تناحر الجيران، واقتتال العشيرة والإخوان; مع أن النبي(صلى الله عليه وآله)يحذر من ذلك بشدة، فعن ابن عباس رضي اللّه عنهما، أن النبي(صلى الله عليه وآله) خطب الناس يوم النحر في حجة الوداع فكان مما قال: «لا ترجعوا بعدي كُفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»([151]). ومن التحديات الداخلية التي تواجه أمتنا كذلك; البطالة والكساد; اللذان يصيبان بالإحباط أبناء البلاد. ومنها الفقر والجوع; اللذان إذا نزلا بأمة من الأمم; يضعف فيها الأقوياء، ويذل الأعزاء. وهاهما ذا يترلان بأمتنا; بالرغم مما تحتفظ به أرضنا من الثروات، وما تخرجه لنا - بإذن اللّه - من الخيرات. ولذا فإن التعاون الاقتصادي بين أقطار العالم الإسلامي أصبح من الضرورات الملحة، حتى لا ندخل القرن القادم، وموارد بلادنا من المواد الأولية نهب للآخرين، وشعوب أمتنا سوق للصانعين والمنتجين. ومن التحديات الداخلية أيضاً; ما يجتاح شعوبنا من الخلافات المذهبية، والتحزب والفئوية، والتعصب والطائفية، والقومية والقطرية، وما إلى ذلك مما يثير