فتوقف زحفها; وإلى سمومه فتنبه أبناءها إلى أخطارها، فستسري هذه السموم في مختلف أقطارها. وحينئذ سندخل القرن القادم; ونحن نعض على أصابعنا من الحسرة والندم; حيث لا تنفع الحسرة ولا يجدي الندم. وصدق الأستاذ / سيد قطب (رحمه الله) حين قال: «إنهما طبيعتان.. طبيعة النفاق والضعف والاستخذاء; وطبيعة الإيمان والقوة والبلاء. وإنهما خطتان.. خطة الالتواء والتخلف والرضى بالدون; وخطة الاستقامة والبذل والكرامة».([122]). وللأمة الإسلامية - في أيامنا هذه - أن تختار بين الطبيعتين ; وبين الخطتين. بل عليها أن تختار بين حالتها الراهنة; من الضعف والاستكانة والخور والهوان; والوقوف في ذيل الأمم في هذا الزمان.. وبين اختيار اللّه لها بقوله جل شأنه: (كُنتم خير أمة أُخرجت للنّاس. تأمرون بالمعروف وتنهونَ عن المُنكر وتؤمنون باللّه)([123]). الفصل الثالث - ومضات مضيئة في الأجواء القاتمة المبحث الأول - انتصار الثورة الإسلامية في إيران: كان الإسلاميون جماعات متفرقة في العالم العربي والإسلامي، بل إنهم كانوا جماعات متفرقة في كل قطر من أقطارهم. لا تربطهم أمنية; ولا يوحدهم هدف، مع أنهم يزعمون أن هدفهم واحد; وأن أمنيتهم واحدة وأنهم يصبون إلى إقامة