حكم اللّه في البلاد; وتطبيق شرع اللّه على العباد. وطال الأمر وهم كذلك، لا تتحقق غاية; ولا ترفرف لهم راية; حتى بعث اللّه الإمام الراحل - آية اللّه الخميني(رحمه الله). فانتهج - منذ أن نطق لسانه بالدعوة إلى الإسلام العظيم، وبدأ بيانه في توضيح شرعه الحكيم - انتهج منهجاً متميزاً; واختط خطة فريدة. وذلك أنه لم يقتصر - كغيره من علماء المسلمين - على الوعظ والإرشاد رغم أهميتهما العظمى; ولكنه أضاف إليهما - ومنذ اللحظة الأولى - دعوة المسلمين إلى رص الصفوف; والتصاق الكتوف. كما دعا إلى نبذ الخلاف; وترسيخ الائتلاف. ولقد مكنه اللّه من ذلك; بما وهبه من مواهب متميزات; كالقيادة الفذة، والعلم الشامل، والفقه العميق، والخبرة والواسعة والنظرة الثاقبة، إلى جانب الشخصية القوية، والذكاء النادر، والتواضع الجم، وما إلى ذلك من مؤهلات سياسة الأمم; وقيادة الجماهير. وظل الإمام - (رحمه الله) سنوات طويلة; يبشر الناس بمنهجه، ويدعو الأُمة إلى طريقته; حتى كان من نتاج ذلك; أن أشرقت في إيران أنوار ثورة إسلامية شعبية، التفت حولها الجماهير; رغم ما واجهها من العواصف والأعاصير. هذه الثورة التي فجرها الشعب لا بالسيوف ولا بالخناجر ; ولكن باحتجاجات الأصوات وهتافات الحناجر - تهاوت أمامها أركان نظام الشاه، وهي تزحف ضد الفساد في كل اتجاه. وانصهر في بوتقتها الناس كل الناس، وسبح في تيارها المجتمع كل المجتمع. وقد صور ذلك أحد الكتاب المغاربة بـإيجاز حين قال: «لم تكن الثورة الإسلامية انقلاباً عسكرياً، ولا انتفاضة شعبية عفوية، أو ثورة نخبة أو طائفة، أو