وكان من نتائج هذا الغزو; أن انتشرت بيننا صراعات الأفكار الدخيلة; والمبادئ المستوردة. وأصبح أبناء الأُمة ألواناً متباينة من الأفكار والمعتقدات، التي تفعل بالامة ما يفعله الشياطين، فتفرق بين الأخ وأخيه، بل وتفرق بين المرء وزوجه. فهذا شيوعي; وهذا علماني; وهذا ماسوني; وهذا لا ديني; وهكذا. وحتى عبادة الشيطان; وجدت لها في عالمنا الإسلامي مجالاً، وكان هذا - في بلادنا - يعتبر أمراً محالاً ومن أعجب ما قرأت في ذلك من الأخبار; ما أوردته صحيفة (الدستور) الأردنية اليومية في عددها الصادر بتاريخ 8/9/1998م تحت عنوان: «القبض على مجموعة من عبدة الشيطان في تركيا». ولقد أخذ الغزو الثقافي مجاله في عالمنا الإسلامي; عبر ما يُنشأ بيننا لأولئك الدخلاء; من نواد ثقافية، أو مراكز للدراسات، أو معاهد للأبحاث، وغير ذلك. غير أن أخطر ما يشيع الغزو الثقافي من خلاله; هو ما تقدمه وسائل الإعلام من السموم. وقد نبه إلى ذلك كثيراً - علماء الأُمة ومصلحوها. قال الشيخ محمد الغزالي (قدس سره)في كتابه (قذائف الحق ص 230): «كل ما قدمناه إنما يُدعم بالأجهزة الإعلامية الطاهرة النقية، أما إذا بقي الحال على ماهو عليه; في الصحافة والإذاعة والتلفزيون; وغيرها من وسائل الإعلام; فالجهد ضائع. لأن ما يُبنى هنا; تهدمه هذه الوسائل هناك». ولكن الأُمة لا تسمع ذلك ولا تعيه. وصدق الذي قال فينا:«إن قارئ اليوم اعتاد أن يطلب القشور، ويعلق من السطح، فلم يعد يغوص في أعماق البحار، ويتسلخ بالأصول، وهو ما ينبغي له أن يفعل» (كيف تنمي قدرتك على اتخاذ القرار - ص ا، ب من مقدمة المترجم). وما لم تتنبه الأُمة إلى ألغام هذا الغزو الثقافي فتبطل مفعولها; وإلى جيوشه