أبرز ملوكهم فيها طالوت، ومن بعده داود وسليمان(عليهم السلام). ثم انقسمت هذه المملكة - بعد سليمان(عليه السلام) - إلى شمالية وجنوبية، وهي في أحسن حالاتها; وأقوى آليّاتها; لم تستطع أن تبسط نفوذها على أكثر من نصف فلسطين. (انظر كتاب - اليهود أعداء اللّه وقتلة الأنبياء ص 21، 22 - وانظر كذلك كتاب - التاريخ اليهودي العام - الجزء الأول ص 248 ومابعدها). ومما يجدر ذكره هنا; أن تاريخ بني إسرائيل مع أهل فلسطين - بل مع العرب جميعاً - في ذلك الزمان - كما هو الحال في هذه الأيام - يتسم بالجرائم والهمجية، والأحقاد والمذابح والممارسات الإرهابية، كما يتسم باللصوصية والجاسوسية في مختلف المجالات، كما يتسم بالغدر والخيانات; ونقض المواثيق والمعاهدات. ويكفي للتدليل على ذلك; الاستشهاد بما سطرته توراتهم نفسها; من أن يوشع بن نون - القائد الذي استطاع بنو إسرائيل أن يدخلوا فلسطين على يديه; كان يقول للغزاة منهم، وهم يحاصرون مدينة أريحا الفلسطينية: «احرقوا المدينة بالنار مع كل مافيها، اقتلوا كل رجل وامرأة، وكل طفل وشيخ - حتى البقر والغنم - بحد السيف، احرقوا المدينة بالنار على كل من فيها»([118]). وجلست أقارن بين هذه الوصية الشيطانية العدوانية الشريرة; وبين ما كان رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)يوصي به المحاربين من المسلمين، حيث كان يقول: «لا تغلو، ولا تغدروا، ولا تُمثّلوا، ولا تقتلوا وليداً، فهذا عهد اللّه، وسيرة نبيكم فيكم»([119]). نعم العهد ذلك العهد، ونعمت السيرة تلك السيرة.