ثم أنهى الآشوريون والبابليون وغيرهم من ملوك الفرس; الوجود اليهودي في فلسطين، وذلك في القرن السادس قبل ميلاد السيد المسيح(عليه السلام). وعاش اليهود بعد طردهم من فلسطين، وسبيهم إلى بابل (الذي حدث في سنة 586ق. م) عاشوا في مجموعات متفرقة في الشرق والغرب.. وظلوا حتى القرن التاسع عشر الميلادي; يؤمنون بأن عودتهم إلى فلسطين; ستكون على يد المسيح (عليه السلام)، الذي سيبعثه الرب - كما يعتقدون - لتخليصهم من هذا الشتات. ولكن ذلك الاعتقاد; لم يكن يمنع ظهور حركات ومنظمات يهودية; تدعو إلى ضرورة تجمع اليهود تحت لواء واحد، وإقامة كيان سياسي لهم في أي مكان من العالم، سواء في فلسطين أو في غير فلسطين([120]). وفي منتصف القرن الميلادي التاسع عشر; ظهر تياران بين يهود أوروبا; أحدهما ديني والآخر سياسي وكانا يدعوان - كلاهما - إلى العودة إلى فلسطين، وعدم انتظار مجيء السيد المسيح(عليه السلام). واستطاع زعماء التيار الأول; أن يقيموا أول مستعمرة في شمالي فلسطين، قرب مدينة يافا، إحدى أشهر المدن الفلسطينية، وذلك سنة 1860م. واستطاع زعماء التيار الثاني; أن يعقدوا لليهود أول مؤتمر صهيوني عالمي; في بازل بسويسرا سنة 1897م، بزعامة تيودور هرتزل - أحد أشهر وأنشط غلاة الصهاينة في العصر الحديث - وعن هذا المؤتمر; انبثقت المنظمة الصهيونية. وقد أُقيمت هذه المنظمة; لتنفيذ الخطوات الأربع التي اتفق عليها المؤتمرون في بازل; لتحقيق الغاية من المؤتمر. وكانت تلك الغاية هي إقامة وطن قومي لليهود في