الإ تصفية للحسابات بين الشرق والغرب، وهو كذلك تنفيس عن الأحقاد المتأزمة بين مذاهب القوم المختلفة. ثم إنه أيضاً; صراع على الزعامة في أوروبا; بين الأمريكان ومن يفكر في أن ينازعهم عليها. أما ممارسات الأمريكان ضد المسلمين، فلا يمكن أن تنقلب - بين يوم وليلة - إلى صداقات يخوض من أجلها الأمريكان معارك حربية; ولا يمكن أن تفسر بعيداً عن الأحقاد الصليبية التاريخية. بل إن الممارسات الأمريكة في العالم العربي، لا يمكن تفسيرها كذلك بعيدا عن تلك الأحقاد. فالعرب لا يستطيعون حتى أن يعقدوا قمة لزعمائهم إلا بالموافقة الأمريكية البعيدة المنال. وأصدق تعبير عن ذلك ما كتبته صحيفة (الوفاق) السودانية اليومية في عددها بتاريخ 9/3/99م، تحت عنوان «قمة حائرة; بين رفض أمريكي، وخلاف خليجي، وتردد مصري». وبهذا وذاك من الأحقاد الصليبية; والممارسات الشيطانية; تستعد الأُمة الإسلامية لدخول القرن الميلادي الجديد. فهل نتنبه لهذه الأخطار ; قبل أن يفوتنا القطار أو يجرفنا التيار؟! المبحث الرابع - الجشع الصهيوني وميادين الصراع معه: كان ظهور الحركة الصهيونية في القرن التاسع عشر; مؤشراً على دخول الأُمة الإسلامية في صراع وجود مع هذا المولود الخبيث. فقد ظل اليهود بعد خروجهم من مصر مع سيدنا موسى(صلى الله عليه وآله)، وذلك قبل ميلاد السيد المسيح(عليه السلام) بأكثر من اثني عشر قرناً; ظلوا أقلية متناثرة حول فلسطين، إلى أن غلبوا أهلها على بعض مدنها وقراها، فاستقروا فيها، وأقاموا لهم مملكة امتدت نيفا وسبعين سنة، كان