فلسطين فلا يشكل هذا في القاموس الأمريكي إرهاباً. ان يقوم الصهاينة بمجازر ضد المدنيين العزَّل; في المسجد الأقصى المبارك، أو في المسجد الإبراهيمي في الخليل وفي أثناء صلاة المسلمين وهم في حالة ركوع أو سجود، وأن ينفذوا مجزرة قانا في الجنوب اللبناني، وهم يعلمون أن كل من في ذلك الملجأ كان من النساء والأطفال; أن يقوم الصهاينة بكل هذا وكثير غيره، فلا يتهمون بالإرهاب، بل لا يستطيع مجلس الأمن ولا هيئة الأمم أن يتخذوا ضدهم ولو قرار إدانة واستنكار; فضلاً عن المعاقبة أو الردع، لأن الاعتراض الأمريكي جاهز، ولا يتمكن أحد من اجتيازه. كل هذا لا يعتبر إرهاباً عند أولئك المجرمين. إنما الإرهاب فقط هو إرهاب المقاومين لاحتلال الدخلاء والمدافعين عما تتعرض له بلادهم من البلاء، والواقفين في وجه ما يتعرض له أبناء شعبهم من الاعتداء. إن التآمر الدولي على الأُمة الإسلامية، وحصار شعوبها; والاعتداء عليها; يعتبر واحداً من أخطر التحديات الخارجية للأمة وهي تستقبل القرن الميلادي الحادي والعشرين. المبحث الثالث - الأحقاد الصليبية، والممارسات الشيطانية: لا يمكن الفصل بين ما تمارسه دول الغرب اليوم مع المسلمين; وبين الأحقاد الصليبية التاريخية. فالغرب لا ينسى الهزيمة الساحقة; التي لحقت بأجداده في حطين بفلسطين; على يد القائد المسلم صلاح الدين وإذا كان ملوك أوروبا الصليبية في ذلك الزمان; هم الذين قادوا جيوش الغزو ضد العالم الإسلامي; فإن أمريكا اليوم هي التي تتولى زعامة الصليبيين الجدد; في محاولات يائسة;