ثم يأتي مظهر ثالث للتآمر على الأُمة; وهو فرض الحصار العالمي على بعض أقطارها، والتحرش العدواني المستمر ببعضها الآخر. فها هو ذا الشعب العراقي يعاني من هذا الحصار القاتل، والذي لا تظهر في الآفاق بوادر لنهايته. وهو حصار ناتج عن التآمر الأمريكي البريطاني من ألفه إلى يائه. أوردت صحيفة الدستور الأردنية اليومية، في عددها الصادر بتاريخ 6/9/1998 - تصريحاً لوزير خارجية العراق يقول فيه: «لا توجد أزمة بين العراق والأمم المتحدة، لكن أميركا وبريطانيا تثيران المشاكل لإبقاء الحظر». وعلقت الصحيفة المذكورة على هذا الخبر بقولها: «يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية; تصر على إثارة الزوابع باستمرار في وجه العراق، وعلى خلق العقبات في طريق رفع الحصار المفروض عليه. يتضح ذلك من خلال الممارسات الأمريكية سواء في مجلس الأمن والأمم المتحدة، وحتى مياه الخليج وداخل العراق نفسه». وهاهي ذي ليبيا وما عانته من هذا الحصار الذي طال أمده، حتى اضطر عدد من الزعماء الأفارقة أن يخترقوه، ففي الخامس من سبتمبر من العام الماضي (1998م) وصل إلى طرابلس - بطريق الجو - أربعة من القادة الأفارقة هم رؤساء السودان والنيجر وتشاد ومالي (انظر صحيفتي الرأي والدستور الأردنيتين اليوميتين الصادرتين في 6/9/1998م). وكانت التعليقات الساخرة يومئذ تقول: «القارة السوداء تتحدى القارات البيضاء، وذلك بخرق الحظر الجوي على ليبيا». وهاهو ذا السودان يتلقى ضربة صاروخية جوية أمريكية، بسبب الزعم الأمريكي ثبت كذبه - بأن السودان ينتج أسلحة كيمياوية.. وتبدأ التعليقات على شكل تبريرات وحقائق وسخريات; تنتشر في وسائل الإعلام تعقيباً على ذلك الهجوم الهمجي. وكانت أولى تلك التعليقات من صحيفة (الدستور) الأردنية