- في التعامل معنا - كل محرم، ويستخدمون - في محاربتنا - كل وسيلة مهما كانت دنيئة. وذلك لإخضاع إرادتنا لإرادتهم، ولي أذرعنا لطاعتهم، ليسهل عليهم استتراف تلك الثروات، ونهب تلك الخيرات، والعبث بتلك المقدسات. إن حرب الخليج الأولى التي أثارها الأمريكان وحلفاؤهم في الغرب; بالتآمر مع عملائهم في الشرق، كان المقصود بها تدمير القدرات العسكرية والاقتصادية للعراق وإيران كليهما; ليسهل بعد ذلك ابتلاع ثرواتهما وإخضاع إرادتهما. ومن عجب أننا ندرك خطورة ذلك، ورغم ذلك نقع فيه. ثم جاءت حرب الخليج الثانية; لتدخل الجزيرة العربية بكاملها في هذه اللعبة القذرة، وهذا الميدان الآسن، وذلك لتسهل السيطرة على قدراتنا في تلك الساحة كذلك. وقد كان للأمريكان ما أرادوا. ولعل التآمر المستمر على الجمهورية الإسلامية في إيران، أو على سوريا أو على مصر أو على السودان لا يخرج عن هذا النطاق، بل يندرج في نفس المساق. فالجمهورية الإسلامية في إيران; تشكل رمزاً إسلامياً مستقلاً، كما تشكل قوة للمسلمين جميعاً، بل وتشكل نموذجاً إسلامياً متنامياً نشطاً; سياسياً واقتصادياً وصناعياً وتجارياً وعسكرياً، يتطلع العالم العربي والإسلامي إلى محاكاته، وتقليد خطواته، والاستفادة من إنجازاته، وهو ما يخيف المستعمرين، ويهدد مصالح الطامعين. أما سوريا فتشكل رمزاً للإرادة العربية الصلبة، ورمزاً على ثوابت الأُمة وحقوقها ; في فلسطين وفي لبنان هذا الصمود وهذه الإرادة يهددان الكيانات المزروعة في جسم الأُمة - كلكيان الصهيوني الدخيل - مما يهدد - بالتالي - المصالح الاستعمارية الأمريكية بخاصة; والغربية بشكل عام.