الفصل الثاني - تحديات خارجية المبحث الأول - الأطماع في ثروات الأُمة ومواقعها: إن المؤامرات التي تُحاك; والجيوش التي تتحرك; والاتفاقيات التي تُعقد; والمؤتمرات التي تقوم; والمفاوضات التي تجري; كلها أمور تحركها وتتحكم في مسارها - الأطماع في ثروات الأُمة الإسلامية; والآمال في السيطرة على مواقعها الجغرافية. ومن أجل ذلك نفشت جيوش الاستعماري الغربي والشرقي في أرض المسلمين، في آسيا وأفريقيا على حد سواء، كما تنفش البهائم في مزروعات في الأرض الخلاء. وإذا كانت هذه الجيوش قد انسحبت من بعض البلاد، فظن أهل تلك البلاد أنهم قادرون عليها، وأنهم مستقلون بها، فإن الاستعمار - في حقيقة الأمر - لم ينحسر عنها. ولكنه خرج من الأبواب العسكرية، لكي يدخل من الأبواب المتعددة الأخرى. وذلك لأن لعاب أهل الشرق وأهل الغرب; لايزال يسيل طمعا في التهام ثرواتنا، واستتراف خيراتنا كما لاتزال حبائل الشياطين من الأمريكيين وحلفائهم; تلتف حول رقابنا، وتفسح المجال لأيديها الأخطبوطية لتتمكن من مياهنا وأجوائنا ومواقعنا وأرضنا. إن المواقع الجغرافية التي تتمتع بها بلادنا، والبترول الذي تعوم عليه، والأمواه التي تتدفق في أنهارها، وركائز الأرض التي تحظى بها، والمقدسات التي لا تتكرر في غيرها; كل هذا يجعل الأمريكان وغيرهم من المستعمرين الجشعين; يستحلون