والرجال، وانحل الشباب والفتيات، وأصبح الذي يحكم حياة الجميع هو حيوانية الغابات. وليس أدل على ذلك من هذا العري النسائي البهيمي; الذي يعم بلاد الشرق والغرب، وتحاول أن تقلده بعض بنات العرب والمسلمين; وكأن الآية الكريمة التي تدعو إلى الحشمة والآداب، وتأمر المسلمات بلبس الحجاب; كأنها غير مفروضة التطبيق; في زمن الجهل العميق. يقول رب العالمين لرسول الكريم(صلى الله عليه وآله): (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ)([117]). إن هذا العري الحيواني; هو الذي يصيب المجتمعات اليوم في الشرق والغرب; بالإنحلال الأخلاقي، والتصرف السوقي. وهو الذي يغري الرجال والنساء - بالسقوط في حبائل الشيطان، وممارسة ماقد يترفع عن ممارسته الحيوان. وليس أدل على ذلك من الفضيحة التي جرت على أعلى المستويات في أمريكا ; التي تعتبر مثالاً للحضارة الغربية، حيث سقط الرئيس هناك إلى الدرك الأسفل من الأخلاق البهيمية. وذلك حين كان يخون نفسه وزوجته، وبيته وأسرته، وبنته وعشيرته، ومجتمعه وأمته - مع فتاة ساقطة; كانت تتدرب في بيت الرئاسة المعروف بالبيت الأبيض، الذي لا يعرف من البياض إلا اسمه فقط، أما تاريخه فهو ملطخ بالسواد. وكأن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) كان يعني القوم مباشرة بقوله الشريف - فيما أخرج الإمام البخاري من حديث أبي مسعود الأنصاري (رضي الله عنه) - قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): «إن ممّا أدرك النّاس من كلام النبوّة الأولى إذا لم تستحى فاصنع ما