وإلا فبم يُفسر التنازل للمحتلين عما احتلوه من فلسطين - على سبيل المثال؟!; وبم يُفسر الاعتراف بكيانهم الدخيل على رفات أجدادنا من المجاهدين والشهداء؟! وبم يُفسر قصر التفاوض معهم على بعض أجزاء من فلسطين، كانت تعرف بالضفة الغربية وقطاع غزة؟! علما بأنهما لا يشكلان سوى 20% من أرض فلسطين، والصهاينة يحتلون أكثرهما. ولن يحصل الفلسطينيون على أكثر من 4% من فلسطين - هذا حين تجري المفاوضات في أحسن حالاتها بالنسبة لهم. فهل هناك عمالة أوضح من هذه العمالة؟! وهل هناك خيانة أصرحُ من هذه الخيانة؟! إن الذي جرى من اتفاق عُرف - فيما بعد - باتفاق (أوسلو) بين الإسرائيليين وثلة من الفلسطينيين بقيادة (ياسر عرفات)، ثم وقع عليه في البيت الأبيض بواشنطن، في الثالث عشر من شهر سبتمبر / أيلول سنة 1993م، لا يمكن أن يطلق على من قاموا به وشهدوه إلا خونة وعملاء. إن أعداء الإسلام والمسلمين; ما كان لهم أن يعربدوا في بلادنا; وأن تغزو أساطيلهم مياهنا وأجواءنا وأن ينهبوا خيراتنا، ويدنسوا مقدساتنا; ما كان له أن يفعلوا ذلك وهم مطمئنون وآمنون; لولا ما يحصلون عليه من تنازل بعض المهزومين، وعمالة بعض المتنفذين، وخيانة بعض حكام العرب والمسلمين. المبحث الخامس - التبذل والانحلال الخلقي: إن الأسى يعتصر قلوب المخلصين من أبناء هذه الأُمة، لأن الكثيرين من إخوانهم قد غرقوا فيما يغرق فيه العالم اليوم; من الآسن الأخلاقي، والعطب الاجتماعي. فالمجتمعات الشرقية المختلفة; والمجتمعات الغربية المنحلة; لم يعد للحياء ولا للشرف معنى في قواميسها اللغوية، أو في معاجمها الحياتية. فقد تبذلت النساء