السيف أصدق أنباء من الكُتب *** في حدّه الحد بين الجدّ واللّعب بيضُ الصَّفائح لا سود الصحائف فـي *** متونهنَّ جلاءُ الشك والرّيب وقد علق صاحب البحث على ذلك بقوله: السيفُ أصـــدقُ أنباء من الكُتب *** فمـــن يجدّد هذا القول للعرب؟! ومن يُعلّمهم أن البطولة في *** إجادة الطعن لا في جودة الخُطب وهو تعليق ساخر ودقيق، ففي هذا الزمان كم من صائحة بـ «وامعتصماه»، أو بـ «واعرباهُ» أو بـ «واإسلاماه»; دون أن يسمع صوتها مستجيب من الأهل أو الأصدقاء; وكأن العرب والمسلمين أمواتٌ غير أحياء؟! وصدق الشاعر الذي يصور ذلك بقوله: ربُّ وامعتصمـــاهُ انطلقـــت *** مـــلء أفواه الصبايا اليتَّم لا مســـت أسماعهـــم لكنّها *** لـــم تُلامس نخوة المعتصم إن هذا الوهن - بلا شك - ناتج من حب الدنيا وكراهية الموت، الأمرين اللذين أصابا الأُمة الإسلامية في أخطر مقاتلها. وليت الأمر يقتصر على ذلك; إذن لهان علاجه بمنشطات الهمم ومقويات العزائم ولكنه تعداه إلى ممالأة الأعداء والعمالة الصريحة لهم في هذا الزمان، مما يعتبر خيانة للأمة وخيانة للأوطان.