نهب للآخرين، ونحن وأمتنا وشعوبنا سوق للمنتجين والصانعين. المبحث الرابع - الوهن والعمالة والخيانة: إن الوهن الذي أصاب أكثر أبناء الأُمة الإسلامية - حاكمين ومحكومين - وهن يسر الأعداء، ويذهل الأصدقاء، ويحير العقلاء. فالأمة لاتنقصها الأعداد الكبيرة ولا الأموال الكثيرة، ولكن تنقصها الهمم القوية، والنظرات السديدة، والعزائم الشديدة. ينقصها التفاهم والالتئام والائتلاف، كما ينقصها وضوح الرؤى وتحديد الأهداف، كل ذلك بسبب الوهن الذي يسرى في مفاصلها بشكل سريع، كما تسري السموم الناقعات في الجسم اللديغ. وقد تنبأ سيد الخلق رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) بمثل ذلك حين قال - فيما أخرج أبو داود في كتاب الملاحم من سننه; عن ثوبان (رضي الله عنه): قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): «يوشك الأمم أن تداعي عليكم; كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنّكم غثاء كغثاء السيل ولينزعنَّ اللّه من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن اللّه في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول اللّه! وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت». وهاهي ذي الأمم في هذا الزمان، تجتمع على الأُمة الإسلامية; كما يجتمع الجياع المرملون على الطعام; مصداقا لنبوءة سيدنا رسول اللّه(صلى الله عليه وآله). يجتمعون علينا اجتماع الضواري الجائعات على الفريسة; فينهشون من أرضنا ومن خيراتنا، ويلغون في عرضنا وفي مقدساتنا، هذا ينهش من هنا; وهذا ينهش من هناك ولا يوجد بين أبناء الأُمة من يواجه أولئك الدخلاء; فلا نامت أعين الجبناء. ورحم اللّه أزمنة مضت; كان إذا اعتدي على شبر من أرض المسلمين; سلت