الباحثين المتخصصين بالفقر المدقع مرة، وبالمجاعة مرة أخرى، وكأن الأردن لا يكفيه من الهموم الاقتصادية; ما يسببه له الصهاينة المجرمون، من قطع المياه عنه، أو تلويثها له، أو سرقة حصته منها. (انظر صحيفة الدستور الأردنية اليومية في عدديها الصادرين بتاريخ 6، 7 من سبتمبر / أيلول 1998م). والعجيب أن ما يصيب بلادنا من الكوارث; يصيب غيرها من بلاد العالم، بل لقد كان الحال في العام المنصرم غاية في الشدة، وذلك حين اجتاحت الأعاصير والسيول والفيضانات أقطاراً عالمية كثيرة، مثل أمريكا والصين والكوريتين واليابان وغيرها من بلدان العالم. لقد اجتاحت الفيضانات والأعاصير مناطق شاسعة من تلك البلاد، بل لقد اجتاحت ولايات بأجمعها، حيث هدمت السدود وتساقطت الكباري، واقتلعت الأشجار وتعطلت وسائل المواصلات، وانجرفت المنازل وانهارت البنايات، ودمرت المحاصيل والمزروعات، ولكننا لم نسمع الشكوى التي تضج بها بلادنا في مثل هذه الحالات، وذلك لأن الاستعدادات الضخمة التي تعدها تلك الأمم لمواجهة الكوارث، وسرعة التعامل معها - تخفف من وطأتها، وتسرع في معالجة آثارها قياسا بما يحدث في بلادنا، الأمر الذي يجعلنا نضج بالشكوى. على أن الصورة ليست بهذه القتامة في كلا بلادنا - والحمد اللّه - فهناك من شعوبنا من لديه الوعي الاقتصادي; والذي يحصن به بلاده ضد النوازل والخطوب، بل ولديه القدرة - كذلك - على التعامل حتى مع المؤامرات الخسيسة، التي يحيكها أعداء الأُمة ضد اقتصادها. كنت أزور الجمهورية الإسلامية في إيران - ذات سنةـ فأثلج صدري ما رأيته وما علمته ; من عودة الاهتمام بصناعة السجاد; الذي بزّ فيه الشعب الإيراني