من السيطرة عليها»([53]). وكذلك واجهت فرنسا وايطاليا واسبانيا حركات تحررية عنيفة قادها الأمير عبد القادر الجزائري عام 1830م وفي الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، ومحمد بن علي السنوسي عام 1842م وعمر المختار عام 1911م في ليبيا ضد الاستعمار الايطالي، وعبد الكريم الخطابي عام 1914م في المغرب ضد الاستعمار الاسباني والفرنسي. واستطاعت هذه الثورات «ان تحرر مناطق واسعة، وتقيم فيها حكماً إسلامياً لفترات متفاوتة، ولم يصفّ أمرها إلا بالقوة المسلحة الخارجية»([54]). المهم أن الثورات الموضعية بقيادة علماء الدين المجاهدين قد قاومت الاحتلال الأجنبي مقاومة شديدة، ولم تفترش الأرض رياحيناً للعدو أياً كانت الأسباب، حتى لو كانت، العداء المستميت للظلم والاستبداد العثماني والإيراني، مثلما فعل ذلك بعض رؤساء العشائر([55]) وأولئك المستترون بلباس الوطنية المزيف. إنّ الذين دافعوا عن الدولتين العثمانية والإيرانية في مواجهة الغزو الغربي، ما كانوا يؤيدون الحكم الفردي المتمثل بالدولة الإيرانية، ولا حتى نظرية الخلافة العثمانية. فعلماء الدين الذين قاوموا الاستبداد العثماني والقاجاري، دافعوا عن هذين النظامين يوم أن داهم الخطر الأكبر مرابض الأُمة الإسلامية.