كما أن ليبيا وبعض أجزاء المغرب كانتا من نصيب القوات الايطالية والإسبانية على التوالي. المقاومة العنيدة وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي مرت بها الدول الإسلامية وغيرها من الدول التي وقعت فريسة الاحتلال الغربي، انطلقت طلائع المقاومة من رحم الشعوب المضطهدة، لطرد العدو الغازي من التراب الوطني الإسلامي. ففي العراق، انطلقت حركة الجهاد في التاسع من تشرين الثاني أي بعد ثلاثة أيام من احتلال الفاو من قبل القوات البريطانية وشارك في هذه الحركة علماء الدين المخلصين، ورؤساء العشائر الغيارى، وبعض الوطنيين الأحرار. أمّا الهند فقد استطاع الزعيم الوطني غاندي بمؤازرة شعبه طرد الاستعمار البريطاني بعد أن بقي جاثماً على صدرها عقوداً طويلة من الزمن. وهكذا توالت الثورات والانتفاضات الشعبية ضد الغزاة الطامعين، فقد شهدت مصر انتفاضة عارمة قادها علماء الأزهر في وجه غزوة نابليون ثم في وجه الاستعمار البريطاني، وتكللت في ثورة عرابي الكبرى بعد عام واحد من الاجتياح البريطاني لمصر. أمّا السودان فإنها شهدت بشكل خاص «الدعوة المهدية التي أعلنت الجهاد ضد النفوذ الأجنبي، وحققت انتصارات ساحقة ضد القوات البريطانية، وطبّقت الإسلام في عهد محمد أحمد المهدي عام 1885م، ولم تهزم الثورة في السودان إلا في عام 1898م من خلال القوات البريطانية التي تمكنت بعد محاولات مخفقة كثيرة