ـ(332)ـ الأساليب التي تتلخص في مفهوم "النظام الإسلامي". وكان الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلم هو واسطة ذلك البيان والبلاغ. أي ان مهمة إقامة النظام الإسلامي وقعت أساساً على عاتق الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلم. وحمل المهمة بعده أوصياءه وخلال غيبة الوصي الثاني عشر(على وفق مدرسة أهل البيت) يأخذ المهمة بالنيابة الفقهاء العدول من خلال التعيين النوعي. ويقوم أهل الحل والعقد(الخبراء الذين تنتخبهم الأمة) بالكشف عن أحد هؤلاء الفقهاء العدول ليكون رئيساً للنظام الإسلامي وإماماً للأُمة، أو يتصدى أحد أولئك الفقهاء العدول مباشرة لمهمة إقامة الإسلامي. وهو ما حصل خلال مسيرة الدولة الإسلامية في إيران. وقد صوتت الأمة في إيران على إقامة النظام الإسلامي بكلياته السابقة. وجاء دستور هذا النظام ملتزماً بكل أحكام الإسلام، ليأخذ موضوع حاكمية الإسلام مساراً عملياً، وليس مجرد تسمية وهو ما عبر عنه الإمام الخميني بقوله: "ليس المقصود أن يكون اسم نظامنا هو النظام الإسلامي، بل المطلوب ان يحكم الإسلام وقانونه في حكومة الإسلام. ويجب ان لا يحكم الأشخاص وفقا لآرائهم الشخصية، فنحن نريد ان تكون أحكام الإسلام هي السائدة في كل مجال وان تكون أحكام الله هي الحاكمة في جميع الصعد"(4). ويتميز النظام الإسلامي بتوازنه في كل المجالات، ولاسيما في مجال منح الأمة حقوقها، والنظرة للدنيا والآخرة. كما يتميز بكونه نظام القانون وحكومته حكومة القانون، الذي هو فوق الجميع، بمن فيهم رئيس النظام. وهو ما عبرت عنه المادة السابعة بعد المائة من دستور الجمهورية الإسلامية: "يتساوي القائد مع كل أفراد البلاد أمام القانون"(5). من هنا فالنظام الإسلامي يختلف شكلاً ومضموناً عن الأنظمة السياسية والاجتماعية الأخرى. يقول الإمام الخميني: "الحكومة الإسلامية لا تشبه الأشكال