ـ(333)ـ الحكومية المعروفة. فليست هي حكومة مطلقة يستبد فيها رئيس الدولة برأيه، عابثاً بأموال الناس ورقابهم... وإنّما هي دستورية، ولكن لا بالمعنى الدستوري المتعارف الذي يتمثل في النظام البرلماني أو المجالس الشعبية، وإنّما هي دستورية بمعنى ان القائمين بالأمر يتقيدون بمجموعة الشروط والقواعد المبيّنة في القرآن والسنة، والتي تتمثل في وجوب مراعاة النظام وتطبيق أحكام الإسلام وقوانينه، ومن هنا كانت الحكومة الإسلامية هي حكومة القانون الإلهي. ويكمن الفرق بين الحكومة الإسلامية والحكومات الدستورية الملكية منها والجمهورية منها في ان ممثلي الشعب أو ممثلي الملك هم الذين يُقننون ويشرعون، في حين تنحصر سلطة التشريع بالله عز وجل، وليس لأحد ان يشرع، وليس لأحد أن يحكم بما لم ينزل الله به من سلطان"(5). 2 ـ الديمقراطية: وهي مفهوم واسع فضفاض، ساهم في إثرائه، عبر عقود طويلة من الزمن، كثير من المفكرين السياسيين، كل حسب نظرته لهذا المفهوم، فجاء إطارا كبيرا يجمع في داخله العديد من التيارات الفكرية، التي تتفق على بعض الخطوط العامة وتختلف في معظم التفاصيل. بيدان الديمقراطية تبلورت بمرور الزمن في الديمقراطيات الحديثة المطبقة بشكل أو بآخر ـ في الغرب، وغرفت بالديمقراطية التقليدية الغربية. ويعود تاريخ الديمقراطية إلى المدن اليونانية القديمة مثل أثينا وإسبارطة، التي تم فيها تطبيق نوع من أنواع الديمقراطية. ومن هنا اشتقت الكلمة من اللغة الإغريقية، إذ إنها تتكون من مقطعين: ديموس(DOMAS) بمعنى الشعب، وكراتوس(KRATOS) بمعنى حكم، فيكون معنى الكلمة "حكم الشعب"(6) أي ان مفهوم الديمقراطية يتسع لكل فكر سياسي يعتمد الشعب مصدراً للسيادة وأساساً للسلطة. ومن أبرز أنواع الديمقراطية: 1ـ الديمقراطية المباشرة: ويقوم فيها الشعب بنفسه ودون واسطة بمهام السلطتين التشريعية والتنفيذية. أي ان الشعب لا ينتخب ممثلية في السلطتين التشريعية والتنفيذية،