ـ(24)ـ الرأي المختلف في الفريقين المختلفين اللذين تحولا إلى محورين فكريين ومنطلقين سياسيين، على طبيعة الالتزام الإسلامي للفريقين وعلى روحيتهما المنفتحة على خدمة الإسلام والمسلمين في مواجهة الاستكبار والمستكبرين.. ولذلك فلا مشكلة للتنوع الفكري في تحديد المصلحة الأهم، لأن ذلك لن يؤدي إلى اختلاف، فيما تحمله الكلمة من سلبيات النتائج العملية على مستوى الأوضاع العامة للأُمة في قضاياها المصيرية المستقبلية. ولذلك فإن تأييد القيادة الإسلامية ودعمها لهما لا يمثل سلبية، فيما هي مسؤولية القيادة عن سلامة الخط والهدف معاً. $$$ الاختلاف الفكري المرضي ويختم الإمام "رضوان الله عليه" رسالته بالحديث عن العمق السلبي للانحراف في الاختلاف الفكري عن الخط السليم، ليوجه المختلفين نحو معالجة ذلك بالطريقة الإسلامية، فيقول: "هناك شيء يؤدي إلى الاختلاف ـ ونعوذ كلنا بالله منه ـ وهو حب النفس، وهذا المرض لا يعرف هذا الاتجاه، ولا يميز بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء أو المحامي أو القاضي أو شورى القضاء الأعلى ومكتب التبليغات ولا يميز بين المرأة والرجل. ويوجد طريق واحد للخلاص من هذا المرض وهو الرياضة الروحية. وإذا أراد الاخوة من الجناحين المحافظة على نظام الجمهورية الإسلامية، فيجب عليهم تجاوز ظاهرة الانتقاد الهدام، وضرورة الانتقاد البّناء، لأن ذلك هو الذي يطور المجتمع ويبنيه.. وعلى الجميع ان لا يتصوروا أنفسهم معصومين عن الخطأ. وإذا كان هناك شخص أو مجموعة ـ والعياذ بالله ـ تفكر في ضرب الآخرين