ـ(25)ـ لتقديم مصلحته أو مصلحة مجموعته، فإنه يجب أن يعلم بأنه قبل أن يضرب مناوئيه سوف يضرب الثورة الإسلامية المباركة. وعلى كل حال فإن تأليف القلوب والتخلي عن الأحقاد والضغينة والتقارب، من الأعمال التي توجب رضى الله سبحانه وتعالى ويجب أن تحذروا الذين يريدون إبقاء الفتنة بينكم". إنّ هذه الوصية ـ الموعظة في نهاية الرسالة توحي بأن على القيادة أن تبقى في حالة وعي دائم، وملاحقة سريعة لكل الانحرافات الطارئة التي تتدخل في الواقع الإسلامي من خلال الخصوصيات الذاتية للمجتهدين المختلفين أو للفريقين المتنوعين، لتثير المسألة الأخلاقية الروحية في ساحة المسألة العلمية والسياسية، لتستقيم الشخصية الإسلامية في الخط الصحيح، لتتعمق في دراسة مواقعها الفكرية أو العملية على أساس سلامة المواقع المصيرية للأُمة الإسلامية كلها... وبذلك تبتعد عن العنصر الذاتي الذي قد يزحف إلى المشاعر الخاصة، ليثير فيها الكثير من الانفعالات المعقّدة، ويحرك في داخلها الحقد والبغضاء تحت عناوين مختلفة، فيما قد يخيل للإنسان ـ معها ـ أن يتحرك في خط الإصلاح، فيما هو أسلوب العنف والمواجهة، في الوقت الذي يكون فيه غارقاً في وحول الذات ومواقع الفساد. وهذا ما ينبغي للحركة الإسلامية أن تنتبه إليه في حركتها الفكرية والعملية في الخط السياسي فيما تتنوع فيه المواقف وتتعدد فيه الآراء ويختلف من خلاله الأشخاص. عصمنا الله من الزلل ورزقنا السداد في السير على الخط المستقيم. مـلاحـظـة النصوص المذكورة في رسالة الشيخ الأنصاري وجواب الإمام عليها مأخوذة عن جريدة(اطلاعات) الصادرة في طهران عدد 18799 بتاريخ 9 ذي الحجة 1409 هـ(مترجمة بقلم أحد طلاب العلوم الدينية في قم".