ـ(232)ـ درهم، قال:(يخرج عطائي فأواسيكه)، فقال عقيل:(بيت المال في يدك وأنت تسوفني إلى عطائك وكم عطاؤك وما عسى يكون لو أعطيتنيه كلّه) فقال:(ما أنا وأنت فيه إلاّ بمنزلة رجل من المسلمين)(1). وجاء رجل إلى عمر وكانت بينهما قرابة يسأله زيادة عن حقّه فزبره وأخرجه فكلّم فيه فقال:(إنّه سألني من مال الله، فما معذرتي إذا لقيته ملكاً خائناً)، ثم بعث إليه ألف درهم من ماله(2). ثالثاً : مواساة الرعية في المستوى المعاشي: الحاكم الإسلامي يجب أن يكون قدوة للرعية في كل مجالات الحياة ويجب أن يشاركها في جشوبة العيش مواساة لها، لكي لا تنعكس آثار العسر على سلوكها ومواقفها، وتصبر على الحرمان من لذات الدنيا. قال الإمام علي عليه السلام:(ان الله فرض على أئمة الحق أن يقدِّروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيّـغ بالفقير فقره)(3). وقال أيضاً:(إنّ الله جعلني إماماً لخلقه ففرض عليّ التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس كي يقتدي الفقير بفقري ولا يطغي الغني غناه)(4). وقال الإمام علي عليه السلام:(ألا وانّ لكل مأموم إماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه; ألا وإنّ إمامكم قد أكتفي من دنياه بطمريه، ومن طُعمه بقرصيه ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد... ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي ___________________________ 1ـ مناقب آل أبي طالب 2: 125. 2ـ شرح نهج البلاغة 12: 62. 3ـ شرح نهج البلاغة 11: 32. 4ـ الكافي 1: 401.