ـ(225)ـ الواجبات التعليمية والتربوية: تقع على عاتق الحاكم الإسلامي تعليم وتربية الأُمة، بنشر المفاهيم والقيم والأحكام الإسلامية، وتحصينها من الانحراف العقائدي والسلوكي، وتعليمها مختلف العلوم التي تحتاجها، والتي تكون مقدمة لإيصال الأُمة إلى مرحلة الرقي والتطور والرفاهية والسعادة كتعلم فنون الطب والصناعات وغيرها، مع التركيز على التعليم المتعلّق بالعقيدة والشريعة، ففي رواية: دخل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم المسجد فإذا جماعة محيطين برجل أعلم الناس بأنساب العرب وأيام الجاهلية والأشعار العربية فقال صلّى الله عليه وآله وسلم:(ذاك علم لا يضرّ من جهله، ولا ينفع من علمه، إنّما العلم ثلاثة: آية محكمة أو فريضة عادلة، أو سنّة قائمة، وما خلاهنّ فهو فضل)(1). وأكدّ علي عليه السلام على مسؤولية الحاكم في التعليم والتربية فقال:(على الإمام أن يعلّم أهل ولايته حدود الإسلام والإيمان)(2). وأكدّ على وجوب تربية الرعية فقال:(ليس على الإمام إلاّ ما حمّل من أمر ربّه: الإبلاغ في الموعظة والاجتهاد في النصيحة...)(3). ومن واجب الحاكم الإسلامي أن يبدأ بنفسه في المجال التربوي ليكون قدوة لمن يريد تربيتهم وإرشادهم، قال الإمام علي عليه السلام: (من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلّم الناس ومؤدبهم)(4). وعنه عليه السلام أنّه قال:(أيّها الناس إنّي والله ما أحثكم على طاعة إلاّ وأسبقكم ___________________________ 1ـ الكافي 1: 32. 2ـ تصنيف غرر الحكم 341. 3ـ شرح نهج البلاغة 7: 167. 4ـ نهج البلاغة 480.