ـ(224)ـ (ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يَحُطْها بنصيحة إلاّ لم يجد رائحة الجنة)(1). وقال صلّى الله عليه وآله وسلم:(ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلاّ حرّم الله عليه الجنّة)(2). ويجب على الحاكم الإسلامي أن لا يحمّل الرعية فوق طاقتها، قال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم: (لا تحرجوا أمتي اللهمّ من أحرج أمتي فانتقم منه)(3). ويجب على الحاكم أن لا يستثمر منصبه وتقديس الرعية لـه في دفعها للتنازل عن بعض حقوقها أو حريتها في التصرّف، فحينما طلب وفد هوازن من الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم إرجاع السبايا من النساء قال لهم:(إمّا ما كان لي ولبني عبد المطّلب فهو لكم)، فقال المهاجرون والأنصار:(وما كان لنا فهو لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم)، أمّا بنو تميم وبنو فزارة وبنو سليم فأبوا التنازل عن حقهم، فقال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم:(من أمسك منكم بحقّه فله بكل إنسان ستة فرائض من أول فيء نصيبه، فردّوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم)(4). وحينما رفضت بريرة الرجوع إلى زوجها قال لها الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم:(لو أرجعتيه فانّه أبو ولدك) فقالت: يا رسول الله تأمرني به؟ فلم يستثمر الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم منصبه وتقديس بريرة لـه ليأمرهـا بالرجوع إليه مع كراهيتها لـه، وإنما قال لها:(إنّما شافع) فقالت: فلا حاجة لي فيه(5). ___________________________ 1ـ صحيح البخاري 9: 8. 2ـ سنن الدارمي 2: 324. 3ـ مجمع الزوائد 5: 214. 4ـ سيرة ابن كثير 3: 668ـ 669. 5ـ سنن الدارقطني 2: 154 دار المعرفة بيروت 1386 هـ.