ـ(223)ـ احتياجات الناس ويعيّن فيها الثقاة والمخلصين ليكونوا حلقة الوصل بينه وبين النّاس، وخير مصداق لذلك ما طبّق في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ففي كل دائرة من دوائر الدولة يوجد قسم خاص لمتابعة أمور الناس وشكاويهم، وأئمة الجمعة يتابعون بدورهم حوائج الناس، وتقوم المكاتب التابعة للإمام الخامنئي(حفظه الله) بنفس الدور والأهم من كل ذلك ان مكتبه الرئيسي في العاصمة يستمع إلى شكاوي المواطنين واحتياجاتهم ويضع الحلول المناسبة لها، إضافة إلى تخصيص يوما في الأسبوع للقاء القائد مع المواطنين، وللقائد زيارات ميدانية للمحافظات والاقضية والمدن المختلفة يلتقي فيها مع المواطنين لقاءاً مباشراً. ثالثاً : حسن التعامل مع الرعيّة: انّ منصب الحاكم الإسلامي مسؤولية وتكليف وليس تشريفاً لـه، والواجب عليه أن لا يتعامل مع الرعيّة تعاملاً فوقياً، وإنّما يحسن التعامل معها ويكون موقعه كموقع الأب لأبنائه، قال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم: (لا تصلح الإمامة إلاّ لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الولاية على من يلي حتى يكون لهم كالوالد الرحيم)(1). وحدّد الإمام علي عليه السلام أسلوب التعامل مع الرعيّة كالرحمة بهم ومبادلتهم الحب واللطف بهم، والتواضع، والرفق، والحلم والأنصاف، والعفو والكرم والمداراة(2). والواجب على الحاكم أن يكون ناصحاً مع الرعيّة صريحاً معهم لا يغشهم ولا يخفي شيئاً عنهم إلاّ في حدود المصلحة العامة كإسرار الحرب وأشباهها، قال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم: ___________________________ 1ـ الكافي 1: 407. 2ـ تصنيف غرر الحكم 342.