ـ(200)ـ مجالات الشورى الشورى متعلقة بجميع المجالات التي لم يرد فيه نص ثابت واضح الدلالة من كتاب أو سنة أو إجماع وخصوصاً الأحكام الشرعية، وبتعبير آخر ان مجالات الشورى تتعلق بالتطبيقات العملية فقط، في الحرب والسلم وفي العمليات الاقتصادية في إصدار القوانين التنظيمية للدولة، وفي تعيين الولاة والقضاة والموظفين، وفي مجالات التعليم والمؤسسات التربوية والإعلامية، وفي مراقبة سير الأعمال وفي اختيار الحاكم الإسلامي الجديد، وفي اختيار الأمناء على الدستور وعلى التطبيق. طريقة الشورى ونموذج تجربة الجمهورية الإسلامية لم يحدّد القرآن الكريم والسنة النبوية طريقة خاصة للشورى، فلم يكن في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم مجلس خاص للشورى متكون من أشخاص معينين، وإنّما كان يستشير رؤوس المهاجرين والأنصار أحياناً وعموم الصحابة أحياناً آخر لبساطة الحياة السياسية الاجتماعية حيث كانت العلاقات يسيرة النشوء، فالرسول صلّى الله عليه وآله وسلم متواجد بين أصحابه في المسجد أو في منزلـه ومنازلهم وكذلك الحال في العقد الأول من القرن الأول الهجري، ولهذا فان الإسلام ترك للمسلمين اختيار الطريقة المناسبة لظروفهم الملائمة للعصر الذي يعيشون فيه، لان الإسلام صالح لكل زمان ومكان،الهدف هو النتيجة بأي طريقة مشروعة، والطريقة المعمول بها في الجمهورية الإسلامية في إيران تصلح أن تكون نموذجاً للشورى في جميع الحكومات الإسلامية، حيث تبدأ بمجلس شورى مصغرة في كل محلة وفي كل ناحية وقضاء ومحافظة، ثم المجلس الوطني الذي يضم أعضاءً من جميع المدن كل مدينة يمثلها عدد من الأعضاء حسب حجم نفوسها، وهو يضم أعضاءاً من مختلف الأديان والمذاهب والقوميات ويضم بعض النساء من بين أعضائه، ولهم جلسات