ـ(192)ـ الناس...)(1). وفي عهد عثمان بن عفان كانت الشورى قائمة في أغلب شؤون الدولة، ففي القضاء كان إذا جاءه الخصمان(قال لأحدهما اذهب ادع علياً، وقال للآخر: اذهب فادع طلحة الزبير ونفراً من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلم... فان قالوا ما يوافق رأيه أمضاه وإلاّ نظر فيه بعد...)(2). وكان علي عليه السلام يتدخل أحياناً لتغيير الحكم الذي أصدره عثمان ويشير عليه بالحكم الأصوب فيأخذ برأيه(3). واستشار عثمان الصحابة في جمع القرآن على قراءة واحدة بعد اختلاف القراءات، فأخذ برأي عليّ ولم يأخذ بآراء بعض الصحابة(4). وحينما ثار أهل الكوفة على واليه عليها جمع أمراء الجيش وبعض الولاة فاستشارهم فأشاروا عليه بان يشغلهم بالجهاد ففعل(5). وحينما توسع نطاق المعارضة واجتمع المعارضون من مختلف الأمصار وتوجهوا إلى المدينة فاستشار علياً، فأشار عليه بإصلاح بعض الأوضاع وتغيير بعض الولاة، فتقبل عثمان ما أشار به عليه(6). ولكن عثمان ـ مع كثرة استشارته ـ كان ينفرد برأيه في كثير من الأحيان ولم يلتفت إلى رأي أحد، فلم يلتفت إلى آراء الصحابة وخصوصاً عليّ عليه السلام في عزل مروان أو التحديد من صلاحياته، وقد كلمه عليّ وبعض الصحابة عدّة مرّات في ذلك فلم يستجب لهم(7). ___________________________ 1ـ شرح نهج البلاغة 20: 20. 2ـ السنن الكبرى 10: 112. 3ـ الموطأ 2: 825، مالك بن أنس. 4ـ الكامل في التاريخ 3: 112. 5ـ البداية والنهاية 7: 167. 6ـ البداية والنهاية 7: 171. 7ـ حوادث سنة 35 هـ من تاريخ الطبري، الكامل في التاريخ، البداية والنهاية.