ـ(187)ـ وحينما نزل صلّى الله عليه وآله وسلم بإحدى المواقع العسكرية أشار عليه الحباب بن المنذر بتغيير موقعه، فاستجاب صلّى الله عليه وآله وسلم لمشورته تطييباً لخاطره واحتراماً من القائد لأراء أصحابه ورعيته وأثنى صلّى الله عليه وآله وسلم على سعد بن معاذ خيراً حينما أشار عليه ببناء عريشاً لـه صلّى الله عليه وآله وسلم وبعد انتهاء غزوة بدر استشار أصحابه بشأن أسرى المشركين(1). وقبل غزوة أحد كان رأي الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم التحصن داخل المدينة والقتال من داخلها، وكان يكره الخروج، فاستشار أصحابه فكان رأي الأغلبية منهم هو الخروج من المدينة،ازداد إلحاح المتحمسين للقاء العدو، فأخذ صلّى الله عليه وآله وسلم بآرائهم لتربيتهم على الاستشارة، وحينما تجهزّ للخروج ندموا على عدم الأخذ برأيه وأشاروا عليه ثانية بالبقاء داخل المدينة فأبى صلّى الله عليه وآله وسلم الآخذ بهذا الرأي بعد حسمه للموقف(2) لكي لا تقود الشورى إلى الفوضى انفلات الأمور والتردد والتراجع. وحينما سمع الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم بخبر الأحزاب أجرى صلحاً مع قائد غط فان لتحييـد موقفه على أن يعطيه ثلث ثمار المدينة، وقبل أن يتم التوقيع على بنود الصلح، أشار عليه سعد بن معاذ بإلغاء الصلح وأعلن استعداده للقتال والتضحية، وافق صلّى الله عليه وآله وسلم سعداً على رأيه ألغى الصلح(3). وأشار سلمان الفارسي عليه صلّى الله عليه وآله وسلم بحفر الخندق حول المدينة فقبل مشورته وأمر المسلمين بحفر الخندق(4). وأشار عليه عمه العباس بأن يجعل لأبي سفيان مقاماً لحبه للفخر فاستجاب لـه قال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن"(5). ___________________________ 1ـ السيرة النبوية 2: 266ـ 272، ابن هشام، السيرة النبوية، 2: 402ـ 458، ابن كثير. 2ـ سيرة ابن هشام 3: 67، سيرة ابن كثير 3: 25. 3ـ سيرة ابن هشام 3: 234. 4ـ سيرة ابن كثير 3: 183، تفسير علي بن إبراهيم 2: 177. 5ـ سيرة ابن هشام 4: 46.