ـ(121)ـ وقال تعالى: ?وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ?(سورة البقرة: 23). وهدف هذه الشريعة الأول والأعلى هو ربط الناس وأمور دنياهم وأخراهم بالله تبارك وتعالى. ولم يحاسبوا عند الله في أمور العبادة فقط وإنما يحاسبون كذلك في أمور دنياهم وسوف يجمع الله يوم القيامة الأئمة واتباعهم. فقال تعالى: ?يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً?(سورة الإسراء: 71). 2 ـ إنسانية عالمية: فإنها ذات صبغة إنسانية عالمية، فليست تشريعا لجنس خاص من البشر أو لإقليم معين من الأرض أو فترة محدودة من الزمان. وهي للناس جميعاً وصالحة لكل زمان ومكان وحال وعادلة مطلقة. ومحيطة بجميع القضايا الفردية والجماعية. ومشتملة على مطالب الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، ولا يريد الخير والسعادة في الدنيا والآخرة لأبنائها فحسب بل لسائر أمم الأرض وأجناسها وشعوبها، لا فرق بين من تقدم بهم الزمان أو تأخر، ولا بين القوي والضعيف والسيد والمسود ولا بين المسلمين وغير المسلمين. فهي ما لم تقدره النظم والأيديولوجيات التي انفضحت مساؤوها ولم تحقق أحلامها في عالم الواقع إلى يومنا هذا. وأنها لا تعترف بالدكتاتورية التي تجعل الناس عبادا مقهورة في أيدي الحكام فقررت أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وليست كالديمقراطية الغربية التي تجعل صوت الأغلبية صوت الإله. ولكنها دعوة إلى إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة اله ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. وأنها لا تعترف بالنظم والفلسفات التي تجعل من الفرد والمجتمع خصمين متصارعين بعضها يقرر أن تكون الغلبة للفرد كالنظام الرأسمالي والليبرالي وبعضها يقرر