ـ(117)ـ العامة كالشورى والادارات العامة في أمور الدولة، أو سكت عنه واذن لهم في دراسته وتنفيذه على حسب المصالح المقررة شرعا. وثانياً: رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم المعصوم بحماية الله وتربيته، فسنته مروية على شروط قررها العلماء الصالحون الأمناء بعلمهم، وهو المفسر الحي لإقامة العدل في تطبيق كتاب الله عز وجل تحت عناية الله سبحانه وتعالى وهدايته. وثالثا: المصادر الإسلامية الكثيرة التي تبين الآيات والأحكام في إقامة العدل الذي هو من صفات الإسلام وحكومته في تحقيق مصالح الناس ورفع الضرر عنهم. كتطبيق القصاص والحدود والتعزيز بالشروط الواجبة في القضاء والشهادة والإقرار وغيرها من الأحكام. وإذا قيل لنا: لماذا اضطرت بعض الحكومات في العالم الإسلام بأخذ القوانين الوضعية، فحدث ما حدث من سوء عاقبتها. فأجيب: أن هذا ليس منشؤه قصور الإسلام ولكن تقصير المسلمين حكامهم ومحكوميهم في دينهم. ومن برنامج الحكومة الإسلامية الدينية وحدة المسلمين على أساس الدين، لأن الحكومة الإسلامية الأولى التي أقامها الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم استطاعت السيطرة على زمام الأمور في المدينة المنورة بنجاحها في نشر الاخوة الإسلامية بين المسلمين رغم أن غير المسلمين من اليهود والمشركين العرب أغلبية، ولكنهم مشتتون. فالوحدة الإسلامية التي بناها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم تجعل المسلمين في مركز القوة. فلابد من وجود مثل هذه القوة بين المسلمين كبرنامج عملي لهدف الحكومة الإسلامية في كل زمان ومكان. المرافق الدينية: ولما كانت إقامة الدين أول هدف للحكومة الإسلامية فإن المنشآت والمؤسسات