ـ(118)ـ المتعلقة بها تحتل المكان الأولى في المرفقية الإسلامية. المساجد والجوامع: فأهم مرافق الدين هي المساجد والجوامع، ولابد لها من يقوم بوظيفتها وتدبيرها وتخطيطها وتعميرها بنشاطات تبني دين الأمة في العبادة والتربية والتعليم وتدبير الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وللمساجد وظائف مرفقية هامة، إلى جانب وظائفها الروحية والسياسية. فهي من الناحية السياسية تقابل الوحدات الشعبية التي تقوم بالعمل السياسي. فالمساجد والجوامع تغطي جميع أجزاء القاعدة الشعبية الإسلامية لانتشارها في القرى وإحياء المدن وأماكن العمل وغيرها، إذ أن المسلمين يقيمون المساجد أينما كانوا لأداء الفرائض الخمسة. وفي المساجد يتعارف معتاد وارتيادها، ويتصلون بصلة حقيقية من المحبة واخوة الروح وفي هذا الجو يمكن ان يتحقق ما يدعو إليه الإسلام من ان المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. كما ان الحاكم والمحكوم يلتقيان في المسجد ويتجاوران في الصلاة، وبذلك تنشأ صلات التضامن الاجتماعي وإمكانيات تنفيذه الفعلي. وفي صلاة الجمعة يجتمع المصلون ببعض المساجد بالجامع الكبير الذي تعقد فيه صلاة الجمعة، ويستمعون إلى خطبة الجمعة التي تتضمن فيها البيانات الدينية والسياسية والتطورات في الداخل والخارج التي تمس بالإسلام والمسلمين. وفي المساجد نشاطات أخرى لتحرك المسلمين بدينهم في المجالات المختلفة. ولهذا جعل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم عندما وصل المدينة المنورة بناء المسجد النبوي من المشاريع الأولى للحكومة الإسلامية.