ـ(114)ـ ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ $ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ?(سورة العلق: 1ـ 2). أكبر براهين على وجوب حفظ الدين وإقامته بالعلم على مبدأ الإيمان، ولا يكفي العلم عند حدود جمع المعلومات من الدين والنظر إلى الدنيا لتشجيع الكفر والإلحاد كد أب المستشرقين الذين ختم الله على قلوبهم، والماديين الذين جعلوا علومهم اكبر من عقولهم. فلينتبه المعنيون في التربية والتعليم في بلادنا إلى هذا الفرق بيننا وبين غيرنا في بناء المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية والتربوية. ويجب أن ندافع عن الحوزات العلمية التي هي الحصون المتينة في إقامة الدين والدفاع عنه ونطور مدارسنا وجامعاتنا لتكون مثلها أو مصانع للرجال الذين يصلون إلى أهدافنا في نشر العلم الذي يدعو إلى الإيمان وإقامة الدين وسياسة الدنيا به. ومن أهداف الحكومة الإسلامية في إقامة الدين دعوة الناس كافة إلى الإسلام، وهذا يوجب تبليغه للعالم كله بكل لغة ولسان وذلك يكون بعرضه عرضا صحيحاً يبين أحكامه وتعاليمه وأسراره وينفي ما علق به على مر القرون مما ليس منه كالخلافات المذهبية في الأمور الفرعية التي ليست من المبادئ الأساسية من هذا الدين. فالله سبحانه وتعالى يخاطب نبيه المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلم ?يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ?(سورة المائدة: 67). وقال تعالى: ?بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ?(سورة النحل: 44). وقد قام الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم هو وأصحابه بما ينبغي عليهم في هذا السبيل كما تتابع أنفار وأنفار من رجالات الإسلام حتى أن التجار الذين يمخرون البحار يحملون الدعوة قبل بضائعهم التجارية بعد مغادرتهم الموانئ التي يحكمها الإسلام فانتشار الإسلام في جنوب شرق آسيا كان بهذا الأسلوب.