ـ(113)ـ ومقدمة كل وصية أوصى بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ولأنه تقوى الله، لأنه أساس الإسلام وقيمة الإنسان عند الله عز وجل. ومتى صلح دين المسؤولين في الحكومة صلح الناس، لأنهم على دين رؤسائهم وملوكهم. فإن إسلامية الحكومة ما كان أعضاؤها مسلمين مؤدين لغرائض الإسلام غير متجاهرين بعصيان، وكانت منفذة لأحكام الإسلام وتعاليمه، ولهذا وضع العلماء في جميع المذاهب المعتبرة الشروط الدينية من الدين والعلم به والتخلق بآدابه في أوائلها قبل الشروط الأخرى. ومن إقامة الدين تطبيق شريعته كافة من الأمور العينية التي تجب على كل مسلم ومسلمة إلى أمور المجتمع الداخلي كإقامة أحكام المعاملات كأداب التجارة والصناعة والزراعة وغيرها وتحريم المحرمات كالربا والغش والرشوة وغيرها إلى إقامة القصاص والحدود والتعزير في صيانة الدين والنفس والعقل والمرؤة والمال، وكذلك أمور المجتمع الدولي من أحكام الحرب والسلام والعلاقات الدولية التي تعني بهذه الأمور كلها الشريعة الإسلامية الكاملة المتكاملة. ولقد رأينا بأم أعيننا كم من فساد في العقيدة والأخلاق والسياسة والاقتصاد في البلدان الإسلامية التي تحكمها القوانين الوضعية والحلول المستوردة التي جنت على امتنا، وقرأنا الفرق الشاسع بين تاريخنا الماضي في عهد الخلافة الإسلامية مهما ظلم بعض حكامها بالمقارنة بينها وبين سيطرة العلمانية على بلاد المسلمين، واستقلالها من الاستعمار الأجنبي فنموذج تركيا في العهد العثماني وتركيا في عهد اتاتورك يذكرنا إلى وجوب الرجوع إلى الإسلام ليظهره على الدين كله. ويجب أحياء علوم الدين وعلوم ضروريات الدنيا وحوائجها بالتعليم والتعلم والعمل على أساس الإيمان، فالآيات الأولى التي أنزلها الله على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم: