ومن ناحية أخرى، لابد أن تتظافر الجهود من أجل محاربة البدع والخزعبلات أو الفكر الخرافي والأمية الدينية والأفكار العلمانية أو الرضوخ إلى الأقاويل أو الاتجاهات الانهزامية والاستسلامية المفروضة من لدن قوى الاستكبار العالمي أن الطاقة الذهنية لمفكري الأمة ينبغي أن توظف توظيفاً سليماً بحيث تعالج قضايا حيوية ومصيرية لصالح الأمة بدلا من أن تبدد في قضايا فرعية وهامشية لا تسمن ولا تغني من جوع. وفيما يتعلق بالعلمانية فإن الوحدة في الفكر فقط قد لا تأتي بالثمار المرجوة فلابد من إقامة قلعة أو قلاع إسلامية لندك حصونها بشكل مؤثر أقول: لابد أن نقيم كيانا سياسيا إسلاميا قويا في كلّ أقطار العالم الإسلامي ليكون قاعدة للانطلاق الرسالي وبداية للتغيير الاجتماعي على نهج شامل في مختلف مناحي الحياة الإسلاميّة . ووجود هذا الكيان السياسي مرتبط بوجود قيادة دينية سياسية موحدة يحترمها جميع فصائل العمل الإسلامي فوق مستوى التأثر بنزاعات مذهبية أو طائفية أو عنصرية ومن المعلوم أن الوحدة الفكرية قد تساهم في تعزيز قناعات إيجابية لدى الأمة من اجل التغلب على نزاعات الانفراد والتشرذم أو الفرقة، وذلك بواسطة تنصيب قيادة دينية سياسية عالمية، وبالرغم من أن هذا الاتجاه قد يحاربه كثير من القوى المناوئة شرقا أو غربا بيد انه قد يعيد الأمة إلى مجدها وقوتها اثر غياب الخلافة العثمانية في الساحة الدولية. أرى أن القيادة الإسلاميّة الموحدة أمر حيوي وملح في مواجهة ظواهر ارتداد كثير من الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي الآن وإذا لم تحسم هذه القضية فإن الصحوة الإسلاميّة ما زالت في طور الوهن والضعف المستمر لا حول لها ولا قوة. أن الوحدة الفكرية السياسية أذن تعتبر برنامجا من برامج العمل المستعجل تمهيدا لوجود الكيان السياسي الموحد ولقيادة العمل الإسلامي العالمي التي