ـ مع الأسف ـ يعكس خلاف ذلك فهؤلاء الحكام يتصرفون بصورة انفرادية مما يسهل على قوى الاستعمار إخضاع الأمة الإسلاميّة وإذلالها. وهناك مشاكل أخرى تتعلق بالحدود والنزاع حول السيادة على منطقة البترول وما إلى ذلك من المشاكل تنذر بانفجارات عديدة بين الدول الإسلاميّة في المستقبل. وفي الواقع إنّ قائمة هذه القضايا ستطول إلى ما لا نهاية لها فيما لواردت استعراضها بالتفصيل، ولكن المهم الآن هو: كيف تحل هذه المشكلات أو يقلل من غلوائها إلى حد أدنى ؟ وحيث إننا نلتزم بالبحث عن الوحدة كأساس لحل هذه المعضلات فلا مناص أذن من أن نستشف الحل من خلال هذا المدخل أي مدخل الوحدة. دور الوحدة في معالجة هذه المشاكل: الوحدة لها أبعادها العديدة، ولعل البعد الجذري منها هو البعد الفكري أو العقائدي، إذ أن الفكر أساس العمل والتصرف والفكر في حد ذاته يعتمد على عناصر وعوامل عديدة فإضافة إلى رصيد العلم والفهم ووضوح التصور في شأن القضية المعنية، والموضوعية فإن الفكر ينبني على المنهج أو الأسس المنطقية السليمة للتوصل إلى خلاصة فكرية صحيحة. وعلى ذلك كان من الضروري تأصيل المنهج الفكري المستقيم في المجتمعات الإسلاميّة ليتبناه أفراد الأمة، كي يصلوا إلى مستوى معين في التماثل الفكري وبذلك يستطيعون أن يتوحدوا فكريا إلى حد ما وإذا استطعنا أن نحقق نوعا من التقدم في مجال الفكر، والوصول إلى مستوى معين في التماثل الفكري عن طريق تقريب الهوة وإزالة الفجوة الحاصلة فيما بين المناهج الفكرية المتباينة أو على الأقل عن طريق اتفاق على المنطلقات الجوهرية في فهم المشاكل دونما تكفير أو تفسيق بعضنا بعضاً، نكون قد قطعنا شوطا لا بأس به في الاتجاه نحو التوحد.