الأمة طبقا لارشاداتها وتوجيهاتها، وهذه الانظمة تنفذ برامج التعليم العلماني وتخرج جيلا من الشبان المارقين من الدين وابرز بلد اسلامى حكمته العلمانية ونفذت فيه خططها وضربت بيد من حديد كلّ من يقاومها وخاضت في ذلك بحرا من الدم هو تركيا بلد الخلافة الإسلاميّة الأخيرة الذي قهره اتاتورك على تطبيق النموذج الغربي في الحياة كلها، في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم والثقافة، وسلخه من تراثه وقيمه وتقاليده كما تسلخ الشاة من جلدها واقام دستوراً لا دينياً يعزل الدين عن الحياة عزلاً كاملاً، قامت على أساسه قوانين مجافية للإسلام كلّ المجافاة حتّى في شؤون الأسرة والاحوال الشخصية. والأمر ليس فقط في تركيا بل انتشرت العلمانية الحاكمة في الجزائر وتونس ومصر وكثير من دول المسلمين شرقا وغربا وتاريخ اضطهاد الساسة العلمانيين للدعاة والحركات الإسلاميّة مليء بمعاملات غير انسانية، منافية للدين والأخلاق ؛ فضلاً عن تعارضها مع ابسط الحقوق الإنسانية. ولقد حاول هؤلاء الحكام أن يرضوا قوى الاستكبار العالمي من اجل حفنة من الدولارات التي حصلوا عليها فاضطهدوا الصحوة الإسلاميّة ورموزها واصبحوا حكاماً متسلطين مستبدين. «وقد أخذت الحكومات في البلاد الإسلاميّة الأخرى تقلد تركيا الجديدة على درجات متفاوتة فأقصي الإسلام عن الحكم والتشريع في الأمور الجنائية ونحوها وبقي محصورا فيما سمي بالأحوال الشخصية كما أقصي الإسلام عن التوجيه والتأثير في الحياة الثقافية والتربوية والاجتماعية إلاّ في حدود ضئيلة وفسحوا المجال كلّ المجال للتوجيه الغربي والثقافة الغربية والتقاليد الغربية». 4 ـ مشكلة القيادة أو الإمامة: الإمامة أو القيادة قضية محورية وجوهرية في معالجة مشاكل المسلمين في كلّ