انه يرتكب الكبائر وينتهك اساسيات الإسلام. وفي حديث آخر قال حذيفة سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا. فأي قلب اشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب انكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتّى يصير على قلبين: على ابيض مثل الصفاء فلا تضره فتنة مادامت السماوات والأرض، والآخر اسود... لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلاّ ما أشرب من هواه»(1). والانحراف في هذا الصدد يسميه بعضهم بمرحلة التيه الفكري وفيها تظهر طبقة من المثقفين المضلين المتشدقين الّذين يخدعون الناس بنوع من الكلمات المبهمة ويقودونهم بهذه الكلمات الرمزية والشعارات المدوية إلى الهاوية ؛ فعن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك ـ رضي الله عنهما ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «سيكون في امتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرؤون القرآن الكريم لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية... لا يرجعون حتّى يرتد على فوقه، هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه. يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم قالوا يا رسول الله ما سيماهم ؟ قال: التحليق(2). وفي الواقع أن التمزق الفكري الداخلي للأفراد وللأمم هو أول داء تصاب به الأمة وعن طريق هذا الخلل الفكري تدخل صنوف الخلل السلوكية نتيجة حتمية لخلل الفكر. والواقع خير شاهد على هذه المشكلة المستعصية. 3 ـ الأنظمة العلمانية المتسلطة: أن قوى الامبريالية لا تخرج من الدول الإسلاميّة ببساطة، بل دبرت وخططت خرائط الحكم ونصبت الطغمة الحاكمة المتسلطة من ذوي اتجاه علماني للتحكم بمصير