قياس تحريم المخدرات على الخمر قياس فاسد لأن الخمر في القرآن الكريم مأمور باجتنابها، وليست محرمة فالمحرم على سبيل القطع من الاطمعة و الاشربة ورد في الآية الكريمة. ?قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلاّ أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسق أهل لغير الله به ?(1). والاجتناب في رأي بعض الفقهاء أشد من التحريم ولكنه في الحقيقة أمر يتصل بالمخاطب. فهذا المستشار يقول: «أن الخمر في القرآن مأمور باجتنابها وليست محرمة وانكار حرمة الخمر إنكار لأمر معلوم من الدين بالضرورة، لا يعذر مسلم بجهله». 2 ـ مشكلة الأفكار: لا يخفى على أحد أن فساد الفكر يقترن دائماً بفساد العقيدة ؛ كليا أو جزئيا إذ ان الفكر أساس العمل. ويتحدث القرآن الكريم عن هذه الظاهرة في كثير من آياته كسبب من الأسباب التي تؤدي إلى سقوط الأمة وخراب عمرانها وحضارتها كما أن السنة النبوية أيضاً تبين هذه الحالة ؛ أي حالة سقوط الحضارات ؛ حيث ينغلق الفكر ويختلط الحق بالباطل، وينتشر الكفر الفعلي والانحراف العاطفي ويسود الهوى وتروج النظريات الفاسدة ويتحزب الناس احزابا ويتحولون إلى ادعياء دجالين ومن الأحاديث التي تفيد ذلك، ما رواه أبو هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ولا يدري المقتول علي أي شيء قتل»(2). وفي حديث آخر أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض » والكفر هنا كفر فكري أي ضلال وانحراف صاحبه مع انه مسلم أوانه على الحق مع