ومنهجاً لها ـ هذا التراث الذي يكاد يخلو من أية كلمة تنفع التقريب ـ حين فعلوا ذلك نراهم قد حصروا هجومهم على الشيعة، في حين أن ابن تيمية لم يدع واحدة من فرق المسلمين إلاّ وبالغ في الطعن عليها ومهاجمتها، ولم يكن كلامه في الشيعة بأكثر من كلامه في الأشعرية من أهل السنة على سبيل المثال؛ فلماذا يفرد الشيعة وحدهم في هذا الهجوم لو لم تكن الصحوة الإسلاميّة والكيان الإسلامي وعزة المسلمين جميعاً هي الهدف الأول لهذه الحملة. لكنها على أية حال حملة يقودها كم ينتسب إلى طبقة علماء الدين! فلا بد أن يكون لدعاة التقريب ـ وعلى رأسهم علماء الدين والحركات الإسلاميّة المجاهدة ودور التقريب والمثقفون الإسلاميون ـ الدور الكافي في التصدي لأولئك وكشف حقائق أغراضهم الشيطانية وإحباط مخططاتهم. 5 ـ وأخيراً... فإن المشروع التقريبي الأمثل الذي يتم عبر ثورة التصحيح لابد أن يمرّ أوّلاً بمرحلة التمهيد، ليجتاز فيها مجموعة من المقدمات العملية التي تضمن لـه إمكان الانتقال من حدود الأفكار والتخطيط إلى حيز التنفيذ والتطبيق. ومن أهم هذه المقدمات التي تشكل مرحلة التمهيد: أ ـ تحقيق المستوى الكافي من الوعي بمسؤولياتنا تجاه الإسلام والأمة المسلمة. ب ـ أحياء مبدأ وحدة المصير الذي يربط جميع المسلمين في إنحاء الدنيا مهما اختلفت مواقعهم على الواقع والخارطة السياسية الآن. ج ـ إزاحة الحواجز النفسية المتراكمة فينا تجاه بعضنا، والتي لم ترتكز على دليل من علم ولا حجة من عقل ولا أساس من دين. د ـ توجيه النقد العلمي الهادئ لأسباب النزاع الطائفي ومصادره.