[ 525 ] تريد ان تسألني اي زمان هذا، فقال له صدقت، فقال: هذا زمان الكبش. فأمر له بصلة فقبضها وانصرف الى منزله، وتدبر رأيه في ان يفي لصاحبه أو لا يفي فهم مرة ان يفعل ومرة ان لا يفعل، ثم قال لعلي لا احتاج بعد هذه المرة ابدا، واجمع رأيه على الغدر. فمكث ما شاء الله، ثم ان الملك رأى رؤيا، فبعث إليه، فندم على ما صنع فيما بينه وبين صاحبه وقال بعد غدرتين كيف اصنع وليس عندي علم، ثم اجمع رأيه على إتيان الرجل. فأتاه فناشده الله تبارك وتعالى وسأله ان يعلمه واخبره ان هذه المرة يفي له و اوثق منه وقال: لا تدعني على هذه الحال، فاني لا اعود الى الغدر، فاستوثق منه، فقال: انه يدعوك يسألك عن رؤيا رآها اي زمان هذا، فإذا سألك فاخبره انه زمان الميزان. قال: فأتى الملك فدخل عليه فقال له: لم بعثت اليك ؟ فقال رأيت رؤيا وتريد ان تسألني اي زمان هذا، فقال صدقت فاخبرني اي زمان هذا ؟ قال: هذا زمان الميزان. فامر له بصلة فقبضها وانطلق بها الى الرجل فوضعها بين يديه وقال: قد جئتك بما خرج لي فقاسمنيه، فقال له العالم: ان الزمان الأول كان زمان الذئب وانك كنت من الذئاب، وان الزمان الثاني كان زمان الكبش يهم ولا يفعل، وكذلك كنت تهم ولا تفي، وكان هذا زمان الميزان وكنت فيه على الوفاء، فاقبض مالك لا حاجة لي فيه، ورده عليه. اقول: قوله عليه السلام: إن لك اصدقاءا وإخوانا، قيل: لعل المقصود من ايراد الحكاية بيان ان هذا الزمان ليس زمان الوفاء بالعهود، فان عرفتك زمان ظهور الامر، فلك اصدقاء ومعارف فتحدثهم، فيشيع الخبر بين الناس وينتهي الى الفساد، والعهد بالكتمان لا ينفع لأنك لا تفي به وإذا لم يأت بعد زمان الميزان. وفيه عن الحسن بن الجهم قال: سمعت ابا الحسن عليه السلام يقول: ان ________________________________________