[ 524 ] وبقى ابنه فرأى ملك ذلك الزمان رؤيا، فسأل عن الرجل فقيل له قد هلك، فقال الملك هل ترك ولدا فقيل له نعم ترك إبنا، فقال إيتوني به فبعث إليه، فقال الغلام والله ما ادري لما يدعوني الملك وما عندي علم و لئن سألني عن شيء لأفتضحن، فذكر ما كان اوصاه ابوه، فأتى الرجل الذي كان يأخذ العلم عن ابيه، فقال له ان الملك قد بعث إلي يسألني ولست ادري فيما بعث إلي، و قد كان ابي امرني ان آتيك ان احتجت الى شيء، فقال الرجل ولكني ادري فيما بعث اليك، فان اخبرتك فما اخرج الله لك من شيء فهو بينى وبينك، فقال نعم فاستحلفه واستوثق منه ان يفي، فأوثق له الغلام، فقال: انه يريد ان يسألك عن رؤيا رآها اي زمان، فقل له: هذا زمان الذئب. فأتاه الغلام، فقال له الملك: لم ارسلت اليك، قال ارسلت إلي تريد ان تسألني عن رؤيا رأيتها أي زمان هذا، فقال له الملك: صدقت، فاخبرني اي زمان هذا فقال له زمان الذئب. فأمر له بجائزة فقبضها الغلام وانصرف الى منزله وابى ان يفى لصاحبه وقال لعلي لا انفذ هذا المال ولا آكله حتى اهلك، ولعلي لا احتاج ولا اسأل عن مثل هذا الذي سئلت عنه. فمكث ما شاء الله، ثم ان الملك رأى رؤيا، فبعث إليه يدعوه، فندم على ما صنع وقال: والله ما عندي علم آتيه به وما ادري كيف اصنع بصاحبي وقد غدرت به ولم أف له. ثم قال: لأتيه على كل حال واعتذرن إليه ولأحلفن له فلعله يخبرني، فأتاه فقال اني صنعت الذي صنعت ولم أف لك بما كان بيني وبينك وتفرق ما كان في يدي وقد إحتجت اليك، فأنشدك الله ان لا تخذلني وانا اوثق لك ان لا يخرج لي شيء إلا كان بيني وبينك الى الملك ولست ادري عما يسألني، فقال انه يريد ان يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا، فقل له زمان الكبش. فأتى الملك فدخل عليه، فقال الملك لم بعثت اليك ؟ قال انك رأيت رؤيا وانك ________________________________________