[ 523 ] فتحول إليه الرجل وقد تقاصرت إليه نفسه وإستصغر عمله، فقال: يا عبد الله بأي شيء قويت على هذه الصلاة ؟ فلم يجبه، ثم اعاد عليه فقال يا عبد الله اني اذنبت ذنبا وانا تائب منه، فإذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة قال فاخبرني بذنبك حتى اعمله واتوب: فإذا فعلته قويت على الصلاة، قال ادخل المدينة فسل عن فلانة البغية فاعطها درهمين ونل منها، قال ومن اين لي الدرهمان وما ادري ما الدرهمين، فتناول الشيطان من تحت قدميه درهمين فناوله إياهما. فقام ودخل المدينة بجلابيبه يسأل عن منزل فلانة البغية فأرشده الناس، وظنوا انه جاء يعظها. فجاء إليها بالدرهمين وقال قومي فقامت فدخلت منزلها وقالت ادخل، وقالت انك جئتني في هيئة ليس يؤتى مثلي في مثلها، فاخبرني بخبرك فأخبرها، فقالت له: يا عبد الله ان ترك الذنب أهون من طلب التوبة، وليس كل من طلب التوبة وجدها وإنما ينبغي ان يكون هذا شيطانا مثل لك فانصرف فانك لا ترى شيئا. فانصرف، وماتت من ليلتها، فأصبحت وإذا على بابها مكتوب: احضروا فلانة (البغية) فانها من اهل الجنة، فارتاب الناس، فمكثوا ثلاثا لا يدفنوها، إرتيابا في امرها. فأوحى الله عز وجل الى نبي من الأنبياء لا اعلمه إلا موسى بن عمران صلوات الله عليه إن إئت فلانة، فصل عليها، ومر الناس ان يصلوا عليها، فاني قد غفرت لها و وجبت لها الجنة، بتثبيطها عبدي فلانا عن خطيئته. (الكافي) باسناده الى زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: سأله حمران قال جعلني الله فداك، لو حدثتنا متى يكون هذا الأمر فسررنا به قال يا حمران ان لك اصدقاء وإخوانا ومعارف، ان رجلا كان فيما مضى من العلماء، وكان له ابن لم يكن يرغب في علم ابيه ولا يسأله عن شيء، وكان له جار يأتيه ويسأله ويأخذ عنه. فحضر الرجل الموت، فدعا إبنه فقال: يا بني إنك كنت تزهد فيما عندي وتقل رغبتك فيه ولم تكن تسألني عن شيء، ولي جار قد كان يأتيني ويسألني ويأخذ مني ويحفظ عني، فان احتجت الى شيء فأته، وعرفه جاره، فهلك الرجل ________________________________________