[ 520 ] وكذا سنة وجعل نصف عمرك في سعة، وجعل النصف الآخر في ضيق، فاختر لنفسك اما النصف الأول أو النصف الأخير ؟ فقال الرجل: ان لي زوجة صالحة وهي شريكتي في المعاش، فأشاورها في ذلك وتعود إلي فاخبرك. فلما اصبح الرجل قال لزوجته: رأيت في النوم كذا وكذا، فقالت يا فلان خذ النصف الاول وتعجل العافية لعل الله سيرحمنا ويتم لنا النعمة. فلما كان في الليلة الثانية اتى الآتي، فقال ما اخترت ؟ فقال اخترت النصف الاول، فقال ذلك لك: فأقبلت الدنيا عليه من كل وجه. ولما ظهرت نعمته قالت له زوجته: قرابتك والمحتاجون فصلهم وبرهم وجارك واخوك فلان فهبهم. فلما مضى نصف العمر وجاز حد الوقت، رأى الرجل الذي رآه في النوم فقال ان الله تعالى قد شكر لك ذلك، ولك تمام عمرك سعة ما مضى. وعن ابي عبد الله عليه السلام قال: خرجت امرأة بغي على شباب من بني اسرائيل، فافتتنتهم فقال بعضهم لو كان العابد فلانا رآها فتنته وسمعت مقالتهم فقالت والله لا انصرف الى منزلي حتى افتتنه. فمضت نحوه في الليل فدقت عليه، فقالت آوي عندك فأبى عليها فقالت ان بعض شباب بني اسرائيل راودني عن نفسي، فان ادخلتني وإلا لحقوني و فضحوني فلما سمع مقالتها فتح لها. فلما دخلت عليه رمت بثيابها، فلما رأى جمالها وهيئتها وقعت في نفسه فضرب يده عليها، ثم رجعت إليه نفسه، وقد كان يوقد تحت قدر له، فأقبل حتى وضع يده على النار، فقالت اي شيء تصنع ؟ فقال: احرقها لأنها عملت العمل. فخرجت حتى اتت جماعة من بني اسرائيل فقالت إلحقوا فلانا فقد وضع يده في النار فأقبلوا فلحقوه وقد إحترقت يده. وعن ابي عبدالله (ع): ان عابدا كان في بني اسرائيل فأضاف امرأة من بني اسرائيل فهم بها، فأقبل كلما هم بها، قرب إصبعا من اصابعه الى النار ________________________________________