[ 519 ] فشكى ذلك الورشان الى الله تعالى فقال: اني سأكفيك. قال: فأخرج الورشان وجاء الرجل ومعه رغيفان فصعد الشجرة وعرض له سائل فأعطاه احد الرغيفين، ثم صعد فأخذ الفرخين ونزل بهما فسلمه الله لما تصدق به وعنه عليه السلام قال: كان في بني اسرائيل رجل عاقل كثير المال وكان له ابن يشبهه في الشمائل من زوجة عفيفة وكان له ابنان من زوجة غير عفيفة. فلما حضرته الوفاة قال لهم: هذا مالي لواحد منكم. فلما توفى قال الكبير انا ذلك الواحد وقال الأوسط انا ذلك وقال الاصغر انا ذلك فاختصموا الى قاضيهم قال ليس عندي في امركم شيء، فانطلق الى بنى الاغنام الاخوة الثلاث فانتهوا الى واحد منهم، فرأوا شيخا كبيرا، فقال ادخلوا الى اخي فلان فهو اكبر مني سنا فاسألوه، فدخلوا عليه فخرج شيخ كهل، فقال سلوا اخي الاكبر مني، فدخلوا على الثالث، فإذا هو في المنظر اصغر، فسألوه اولا عن حالهم فقال: اما اخي الذى رأيتموه اولا، هو الأصغر وان له امرأة سوء تسوءه وقد صبر عليها، مخافة ان يبتلى ببلاء لا صبر عليه فهو منه. واما اخي الثاني، فان عنده زوجة تسوءه وتسره، فهو متماسك الشباب. واما انا، فزوجتي تسرني ولا تسوءني لم يلزمني منها مكروه قط منذ صحبتني فشبابي معها متماسك. واما حديثكم الذي هو حديث ابيكم انطلقوا اولا و انبشوا قبره واستخرجوا عظامه واحرقوها، ثم عودوا لاقضي بينكم. فانصرفوا، فأخذ الصبي سيف ابيه واخذ الاخوان المعاول. فلما ان هما بذلك قال لهم الصغير لا تنبشوا قبر ابي وانا ادع لكما حصتي. فانصرفوا الى القاضي فقال يقنعكما هذا، إئتوني بالمال ؟ فقال للصغير: خذ المال فلو كانا ابنيه لداخلهما من الرقة، كما دخل على الصغير. وعن ابي الحسن موسى صلوات الله عليه قال: كان في بني اسرائيل رجل صالح وكانت له امرأة صالحة، فرأى في النوم ان الله قد وقت لك من العمر كذا ________________________________________