[ 506 ] بالشام، فقال له: انه يعبد صنما، فقال له: ايها الملك إقبل نصيحتي لا ينبغي للخلق ان يعبدوا غير الله تعالى ولا يرغبوا إلا إليه، فقال له الملك: من أي ارض انت ؟ قال: من الروم قاطنين بفلسطين، ثم أمر بحبسه ثم مشط جسده بأمشاط من حديد حتى تساقط لحمه ونضج جسده بالخل ودلكه بالمسوح الخشنة ثم أمر بمكاو من حديد تحمى فيكوى بها جسده، ولما لم يقتل أمر بأوتاد من حديد فضربوها في فخذيه و ركبتيه وتحت قدميه، فلما رأى ان ذلك لم يقتله أمر بأوتاد طوال من حديد فوتدت في رأسه فسال منها دماغه وأمر بالرصاص فأذيب وصب على اثر ذلك ثم امر بسارية من حجارة كانت في السجن لم ينقلها إلا ثمانية عشر رجلا فوضعت على بطنه. فلما اظلم الليل وتفرق عنه الناس رآه اهل السجن وقد جاءه ملك فقال له: يا جرجيس ان الله جلت عظمته يقول: اصبر وابشر ولا تخف ان الله معك يخلصك وانهم يقتلونك اربع مرات، في كل ذلك ارفع عنك الألم والأذى. فلما اصبح الملك دعاه فجلده بالسياط على الظهر والبطن ثم رده الى السجن ثم كتب الى اهل مملكته ان يبعثوا إليه بكل ساحر، فبعثوا بساحر استعمل كلما قدر عليه من السحر، فلم يعمل فيه. ثم عمد إلى سم فسقاه، فقال جرجيس: بسم الله الذي يضل عند صدقه كذب الفجرة وسحر السحرة، فلم يضره، فقال الساحر: لو اني سقيت بهذا اهل الأرض لنزفت قواهم وعميت ابصارهم، فأنت يا جرجيس النور المضيء والسراج المنير والحق المبين، أشهد ان إلهك حق وما دونه باطل، آمنت به وصدقت رسله واليه أتوب مما فعلت. فقتله الملك، ثم اعاد جرجيس صلوات الله عليه الى السجن وعذبه ألوان العذاب، ثم قطعه اقطاعا والقاه في جب. ثم خلا الملك الملعون واصحابه على طعام له وشراب، فأمر الله تعالى اعصارا انشأت سحابة سوداء وجاءت بالصواعق ورجفت الارض وتزلزلت الجبال حتى أشفقوا ان يكون هلاكهم، وأمر الله ميكائيل فقام على رأس الجب وقال: قم يا جرجيس بقوة ________________________________________