[ 507 ] الله الذي خلقك فسواك، فقام جرجيس حيا سويا واخرجه من الجب وقال: اصبر وابشر. فانطلق جرجيس حتى قام بين يدي الملك وقال: بعثني الله ليحتج بي عليكم فقام صاحب الشرطة وقال: آمنت بالهك الذي بعثك بعد موتك وشهدت انه الحق وجميع الآلهة دونه باطل، واتبعه اربعة آلاف آمنوا وصدقوا جرجيس، فقتلهم الملك جميعا بالسيف، ثم أمر بلوح من نحاس اوقد عليه النار حتى إحمر فبسط عليه جرجيس وامر بالرصاص فاذيب وصب في فيه، ثم ضرب الاوتاد في عينيه ورأسه ثم ينزع ويفرغ بالرصاص مكانه. فلما رأى ان ذلك لم يقتله، فأوقد عليه النار حتى مات وأمر برماده فذر في الرياح فأمر الله تعالى رياح الأرضين في ليلة فجمعت رماده في مكان، فأمر ميكائيل عليه السلام فنادى يا جرجيس، فقام حيا سويا باذن الله. فانطلق جرجيس صلوات الله عليه الى الملك وهو في اصحابه، فقام رجل فقال: ان تحتنا اربعة عشر منبرا ومائدة بين ايدينا وهي من عيدان شتى منها ما يثمر ومنها ما لا يثمر، فسل ربك ان يلبس كل شجرة منها لحاها وينبت فيها ورقها وثمرها، فان فعل ذلك فاني اصدقك، فوضع جرجيس ركبتيه على الأرض ودعا ربه تعالى عظم شأنه، فما برح مكانه حتى اثمر كل عود فيها ثمرة. فأمر الملك فمد بين الخشبتين و وضع المنشار على رأسه فنشر حتى سقط المنشار من تحت رجليه، ثم امر بقدر عظيمة فألقى فيها زفت وكبريت و رصاص وألقى فيها جسد جرجيس (ع) فطبخ حتى اختلط ذلك كله جميعا. فأظلمت الأرض لذلك وبعث الله اسرافيل فصاح صيحة خر منها الناس لوجوههم، ثم قلب اسرافيل (ع) القدر، فقال: قم يا جرجيس باذن الله تعالى، فقام حيا سويا بقدرة الله. وانطلق جرجيس الى الملك ولما رآه الناس عجبوا منه، فجاءت امرأة وقالت: ايها العبد الصالح كان لنا ثورا نعيش به فمات ؟ فقال لها جرجيس: خذي عصاي ________________________________________