[ 503 ] وعن ابي عبد الله عليه السلام: ان اصحاب الكهف أسروا الايمان واظهروا الكفر، فكان على اظهارهم الكفر اعظم منهم على اسرارهم الايمان. وفيه عنه عليه السلام انه قال: خرج ثلاثة نفر يسبحون في الارض فبينا هم يعبدون الله في كهف في قلة جبل حتى بدت صخرة من اعلى الجبل حتى إلتقمت باب الكهف، فقال بعضهم: يا عباد الله والله لا ينجيكم منها إلا ان تصدقوا عن الله، فهلموا ما عملتم لله خالصا. فقال احدهم: اللهم إن كنت تعلم اني طلبت امرأة جيدة لحسنها وجمالها واعطيت فيها مالا ضخما، فلما قدرت عليها و جلست منها مجلس الرجل من المرأة ذكرت النار فقمت عنها خوفا منك، فارفع عنا هذه الصخرة. قال: فانصدعت حتى نظروا الى الضوء. ثم قال الآخر: اللهم إن كنت تعلم إني استأجرت قوما كل رجل بنصف درهم، فلما فرغوا اعطيتهم اجورهم، فقال رجل لقد عملت عمل رجلين والله لا آخذ إلا درهما ثم ذهب وترك ماله عندي، فبذرت بذلك النصف درهم في الارض، فأخرج الله به رزقا، وجاء صاحب النصف الدرهم فأراده فدفعت إليه عشرة آلاف درهم ودرهم حقه فان كنت تعلم انما فعلت ذلك مخافة منك فارفع عنا هذه الصخرة، قال: فانفرجت حتى نظر بعضهم الى بعض. ثم قال الآخر: اللهم إن كنت تعلم ان ابي وامي كانا نائمين فأتيتهما بقصعة من لبن فخفت ان اضعه فتقع فيه هامة، وكرهت ان انبههما من نومهما فيشق ذلك عليهما، فلم ازل بذلك حتى استيقظا فشربا، اللهم إن كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء لوجهك فارفع عنا هذه الصخرة، فانفرجت حتى سهل الله لهم المخرج. ثم قال رسول الله صلوات الله عليه وآله: من صدق الله نجا. أقول: إنما اوردنا هذا الخبر هنا. لأنه ذهب كثير من المفسرين الى ان اهل الرقيم هم هؤلاء الثلاثة. وقال الثقة علي بن ابراهيم: و اما الرقيم: فيهما لوحان من نحاس مرقوم مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم وما اراد منهم دقيانوس الملك وكيف كان أمرهم وحالهم. وقيل: الرقيم اسم الوادي الذي كان فيه الكهف، وقيل: هي القرية التي خرجوا منها. ________________________________________